أولمبياد 2040

تبقى الأولمبياد تظاهرات عالمية احتفالية كرنفالية تدعم الفطرة والطبيعة البشرية السليمة المفطورة على عشق الإحتفالات والكرنفالات ، لتظهر فيها بعضاً مما تملكه الإنسانية الأصيلة من المهارات والقدرات والملكات والمواهب العجيبة والعظيمة والفريدة والتي يشترك فيها كل سكان الأرض ، وتقدم الإنسانية الحقيقية في أثواب قشيبة من التعارف والتآلف والتعاون والتنافس الشريف والروح الإنسانية الملهمة.
منذ إيقاد الشعلة الأولمبية والمتسابقون والمتسابقات تشتعل في نفوسهم وعقولهم روح التنافسية والإبداع وتقديم كل ما يملكون من مواهب ومهارات عالية وقدرات وطاقات فريدة ورفع أعلام بلدانهم خفّاقة على أعلى المستويات وهذا حقيقة الهم والشغل الشاغل لجميع المتسابقين والمتسابقات منذ إعلان بداية الألعاب الأولمبية وحتى إطفاء الشعلة .
إن تنوع الألعاب في الألعاب الأولمبية وتعدد المواهب لهو دليل قاطع على عمق وشمولية عقول منظميها وفهمهم العالي ومعرفتهم بالقدرات والطاقات والمواهب البشرية وتلونها بينة الأقطار والشعوب .
فالألعاب المتنوعة والمستويات المختلفة للعبة الواحدة كذلك يدل على إنسانية الفكرة ومحاولة شمولها لكل ميولات ورغبات البشر فمن الألعاب الرياضية الأولمبية المائية بتعددها وتنوعها الفردية والجماعية وكذلك الألعاب الأولمبية الجسدية القتالية الفردية والجماعية للجنسين وغيرها من الألعاب المبهرة والرائعة والتي تفجر طاقات وقدرات ومواهب البشر ويحسن فيها التنافس على مستوى الأرض.
أولمبياد باريس ( 2024 ) هي واحدة من الألعاب الأولمبية الناجحة والمميزة في مشاهدات العالم للعالم ؛ ومشاهدات الطاقات والقدرات والملكات والمواهب البشرية السليمة والجميلة وهي تتأهل وتفوز وتحطم الأرقام الأولمبية الماضية لتكتبها بأسماء أولمبية جديدة وتحقق الميداليات الذهبية أو الفضية أو البروزية.
وللمتابع لبرامج الألعاب الأولمبية المختلفة والمتباينة يشاهد أن جميع الدول الكبرى والعظمى تقدم نفسها وأبطالها وبطلاتها في جميع الألعاب الأولمبية على اختلافها وتنوعها ؛ وكأنها لا ترضى عن الميداليات الذهبية أو الفضية حظاً ونصيباً !.
إن جدول ترتيب توزيع الميداليات على الدول الفائزة والمتقدمة يشعر المشاهد والمتابع بأهمية تلك الألعاب والألقاب الأولمبية بالنسبة لهم ، وحرصهم بل وتفانيهم في الوصول إلى المرحلة النهائية والحصول على الذهب ، فإذا عزّ عليهم فالحصول على الفضة !
تتنازع الولايات المتحدة الأمريكية و جمهورية الصين الشعبية المركز الأول والثاني وقد تقترب منهما اليابان في سباق محموم وصراع عنيف وقتال للأبطال والبطلات لتحقيق الأحلام والآمال ورفع علم الدولة وأسمها عالياً عظيماً فوق كل الدول المشاركة !
وحقيقة منظر تكريم الأبطال والبطلات الفائزين بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية منظر مهيب وجميل ونفيس وعظيم ! وأنت تشاهد علم بلادك يرفع فوق كل الأعلام ويرفرف خفاقاً وتحته بطل أو بطلة بلادك تكرم بالميدالية!.
مشاركات الدول العربية في أولمبياد باريس 2024
مشاركات مشرفة ومحفزة ومشجعة للألعاب الأولمبية القادمة إن شاء الله تعالى.
من المعالم الجميلة التي تتركها هذه التظاهرات العالمية والكرنفالات البشرية الكبرى في النفس هي:
أولاً : إنسانيتها وميولها إلى الفطرة والطبيعة البشرية السليمة والبساطة ، وإعادة الإنسان الحقيقي إلى إنسانيته الحقيقية وأنه بشر جميل ورائع وطيب له طاقات وقدرات ومواهب وميول ورغبات ويملك المهارات العالية فيما أهتم به وركز عليه وتطور في حياته .
ثانياً: الأخوّة الإنسانية بين البشرية جميعاً ؛ فالبشرية على طول الأرض وعرضها وعلى إختلاف البلدان والأعراق والأجناس واللغات والأمكنة والأزمنة هم إخوة بينهم الحب والتعارف والتآلف والتعاون والتنافس الشريف ولديهم مما يتفقون عليه أضعاف أضعاف أضعاف ما يختفون فيه.
ثالثاً: مما يشعر بالمحبة والقرب بين اللاعبين في جميع الألعاب الأولمبية على تنوعها وتعددها وإختلافها ، فهي تبدأ دائماً بين المتنافسين بالمصافحة واللقاء الجميل والودود وتنتهي رغم فوز أحدهم أو فوز فريق على فريق وتغلبه عليه فإنها اللعبة تنتهي كما بدأت بالحب والود والمصافحة والتنهئة للفائز فرداً أم فريقاً.
رابعاً: الانضباطية العالية عند جميع الرياضيين والرياضيات والإشراف الصارم والحازم من اللجنة الأولمبية المنظمة والمشرفة على الألعاب الأولمبية وتوجيه العقوبات الرادعة والصارمة لكل المخالفين للأنظمة الألعاب الأولمبية دون تردد أو تأخير وهذا يضفي عليها المصادقية والتنافسية الشريفة والحقيقية والرضا من جميع المشاركين بالنتائج والقرارات الصادرة منها .
خامساً: المكاسب المادية والمعنوية الضخمة للدولة أو الدول المنظمة لهذه التظاهرة العالمية فهناك الحركة الاقتصادية العالية والثقافية المتنوعة والاجتماعية الكبيرة والإعلامية العريضة والرياضية العالمية فالعالم كله بلا إستثناء يرى ويشاهد ويسمع ويقف على الأحداث الجميلة للأكرنفال العالمي وربما حضر ليشاهد عن قرب ويشجع ابطاله .
سادساً: التسويق والإعلان عن الأقطار والبلدان من خلال أبطالها وبطلاتها ومشاركات أفرادها في الألعاب الأولمبية.
فالمشاركون في الألعاب الأولمبية مهما كانت بلدانهم بعيدة أو منزوية عن التأريخ سوف يعرفها العالم وخصوصا إذا أحسن سفراء العابها تقديم بلدانهم والمشاركة بفاعلية عالية والظفر بالمراكز الثلاثة الأولى والحصول على الميداليات الذهبية أو الفضية أو البروزية.
سابعاً: شاهدنا وسمعنا الأفراح التي يرسمها المشاركون الفائزون في الألعاب الأولمبية على وجوه أقاربهم ومواطنيهم وشعوبهم وحتى قيادات بلدانهم ، فالأفراح بالفوز كبيرة وعريضة ولها أثر إيجابي كبير على كل شعب من الشعوب نجح سفراؤه في الفوز والظفر بالذهب أوالفضة أو حتى البرونز.
ثامناً: الألعاب الأولمبية وجميع التظاهرات العالمية تدعونا إلى الإهتمام والرعاية بجميع الطاقات والقدرات والملكات والمواهب والميول عند الأجيال القادمة وإعطائهم الوقت الكافي لممارسة ما يحبون والتركيز على جميع الألعاب بلا إستثناء ودعم المشاركات والمسابقات البشرية في مثل هذه الكرنفالات فإن العائد للوطن وإستثمار وطني في المواطن والوطن.
تاسعاً: التنافسية بين البشر حق مشروع مكفول محبوب بين النفوس يقود إلى التميز والإبداع وتقديم الأفضل والأقوى والأحسن والأجمل والأكمل ولدينا والحمد لله في عالمنا العربي الكبير نماذج جميلة ومميزة يمكن أن تكون قاعدة الانطلاق نحو صدارة الإمم وأرى إن شاء الله تعالى أن حضورنا في الألعاب الأولمبية القادمة حضوراً لافتاً ومشرفاً للجميع بإذن الله تعالى.
عاشراً : رغم التحديات والصعوبات والعقبات في طريق إقامة وتنظيم كأس العالم فقد نجحت المملكة العربية السعودية بقيادتها الملهمة الحكيمة الثاقبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تعالى ورعاه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تعالى ورعاه.
من الفوز بإستضافة كأس العالم 2034 بكل جدارة وفخر واعتزاز ، وهي خطوة جبّارة وكبيرة في طريق تحقيق رؤية المملكة 2030 .
فهل يتحقق الحلم الكبير بإستضافة كرنفال ومهرجان الألعاب الأولمبية تحت مسمى:
أولمبياد الرياض 2040 ؟!
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.