معالي الزوجة

معالي الزوجة
أقبلت الثورة المعلوماتية إلى الناس عبر وسائل التواصل المختلفة والمتباينة حاملة معها كل شيء ؛ من المفيد وغير المفيد ، ومن الجديد والقديم ، و من الخير والشر ، ومن الفضائل والرذائل ، ومن النافع للناس والضار لهم .
وفي تدفق المعلومات والمعارف على الناس وهي في الأصل من الناس حصل التأثر ثم التأثير على كل شيء في الظواهر الفطرية وغير الفطرية ، في المعارف والمعلومات الأساسية والمتقدمة، في الأفكار السهلة البسيطة والأفكار المعقدة ، في القناعات والثقافات المختلفة والمتباينة.
إن هذه السيول الجارفة الزاحفة من النوافذ والأبواب المغلقة ومن الحيطان وأعلى الجدران على الناس حقيقة أثرت الأثر الأكبر على جميع أصناف الناس وأنماطهم ، وساهمت في تعديل بعض المفاهيم والمعلومات والمفردات والسلوكيات وتغيير الاتجاهات .
على المستوى الجانب الأسري والاجتماعي ساهمت قنوات التواصل الإجتماعي في نشر مفاهيم ومعلومات ومعارف جديدة ومفيدة ، وأخرى خاطئة وغير مفيدة للناس
ومن تلك المفاهيم والمعلومات غير المفيدة تعويم مفهوم الزوجة وتعظيم مفهوم الموظفة مهما كانت تلك الوظيفة .
فالناس اليوم تعظم المرأة الموظفة كالطبيبة والممرضة والإعلامية والمعلمة والمديرة والمسؤولة الكبيرة وغيرها من الوظائف التي تهم المرأة الطيبة الجميلة ؛ وتتحدث عنها بالإحترام والتقدير والتعظيم لها ، وهذا لا بأس به ! وكلنا ذلك المرء الذي يحب ويحترم ويقدر كل عامل وموظف مهما كان العمل أو الوظيفة الشريفة ! .
لكننا نرى أن بعضنا يظن أن الزوجة الصالحة الكريمة الحبيبة ليست وظيفة ! وأن ما تقوم به لا يعد عملاً عظيماً !
فهي مجرد زوجة في البيت ، تجتهد في أرضاء زوجها ، وتقوم ببعض الأعمال والواجبات البسيطة كإعداد الطعام والشراب والإهتمام بشؤون البيت كالنظافة والرعاية فقط !.
من أين أتانا هذا المفهوم العجيب الغريب ؟ !
أن مكان الزوجة الصالحة الكريمة الحبيبة ليس عملاً عظيماً ؟! .
ولا هو وظيفة كريمة مقدسة ؟
ولا أن وجودها في بيت الزوجية مع تحقيق دورها أو عدم تحقيقه سواء ؟!
من أين تسرب إلينا أن الزوجة الموظفة العاملة هي خير وأفضل وأحسن من الزوجة رهينة وحبيسة وقعيدة المنزل ؟!
إن ما تقوم به بعض قنوات الإعلام ، وتقوم به بعض وسائل
التواصل الإجتماعي من تهوين دور الزوجة أو تجاوز عملها وعطاءها وأداءها لهو الشر ! والشر المفترى كله !
وهو الجرم العظيم الذي يجعلنا جميعاً نقترفه في حق المرأة والزوجة الصالحة !.
وهي الغفلة التي ندمر بها أسرنا ومجتمعنا من الداخل ونسعى من خلالها إلى إضعاف أكبر قوة وقدرة معينة لنا على تكوين وتشكيل الأجيال القادمة !
وبناء المستقبل الواعد !.
إن مسمى ( زوجة ) أو ( زوج ) يعني أن هناك عددا من المهام والمسؤوليات والأدوار و الوظائف التي تنتظر هذا الإنسان العظيم !
وأن تلك الأدوار والمسؤوليات المنوطة به في غاية الأهمية والضرورية لتكوين الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة الجديد .
إن تعريف المرأة الطيبة الجميلة الشابة بأدوارها إذا بدأت رحلة الحياة الزوجية والأسرية السعيدة مطلب شرعي ديني وإنساني وفطري ؛ وهذا العمل النفيس مرهون بمستوى الوعي والفهم والثقافة لدى الأسر الكريمة والعوائل المحترمة والمجتمع المدني الراقي .
الزوجة الصالحة الكريمة الحبيبة كانت موظفة أو ربة منزل فهي في عمل عظيم ، ومكانة عظيمة كونها فقط ( زوجة )
وحق لها أن تدعم وتشجع وتحفز بالدعوات الصادقات والمشاعر الدافئة الحية والهدايا التشجيعية والمكافاءات الزوجية والأسرية السعيدة.
إننا في مجتمعنا السعودي المعاصر الجميل إذا تظافرت الجهود في تعزيز المكانة المعنوية للبنت السعودية إذا صارت زوجة وعرفت مسؤوليتها وقامت بها خير قيام ، وكانت مثالا ونموذجاً للأخواتها فإن لها علينا التقدير والاحتفاء والإحترام والدعم والمساندة والتحفيز.
إننا باحتفائنا بالمتزوجات السعوديات الجدد كل عام ، نحث جميع بناتنا في الجامعات والخريجات والموظفات العاملات على التعجيل والإسراع من قرار الزواج وعدم التأخير والتباطؤ فيه ؛ إذا طرق الأبواب الأكفاء من الشباب الكادح والموظف والذين تلف أيديهم بأنفس أنواع اللباس الجميل وتوضع على رؤوسهم الهدايا الجميلة لهم .
إن من أهم الوظائف والمهام والمسؤوليات المكلفة بها معالي الزوجة الصالحة الكريمة :
أولاً: إنها السكن الحقيقي للزوج ؛ مهما ترامت به السبل والطرق والأماكن ، فإن الزوجة الصالحة الكريمة هي السكن الحقيقي له .
ثانياً: إنها موضع قضاء الوطر الحلال وليس غيرها ، فهي موضع الحلال الذي احله الله تعالى للزوج الكريم .
ثالثاً: إنها منشأ الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة وموطن الأولاد والأحفاد والمجتمع والأمة بإذن الله تعالى.
رابعاً: إنها مصدر المودة والشهامة والرحمة للزوج ، فهي المصدر العظيم لأعظم خصال الحب والمحبة والرأفة والرحمة.
خامساً: إنها مصنع ومنبع جنة السعادة والتفاؤل والسرور والفرح والأمل والحبور والسكينة والراحة والسلامة والعزة والمنعة والقوة للزوج .
سادساً: إنها مصدر الأمن والأمان والاستقرار والهدوء والسكينة للزوج مهما حدثت من أحداث ووقائع ، تبقى الزوجة صمام الأمن والأمان والاستقرار الأول في الأسرة والمجمتع.
سابعاً: المساعدة والمشاركة للزوج في النجاح والتفوق الحقيقي وتحقيق الأهداف والمقاصد والإنجازات الكبيرة.
ثامناً: الدعم والمساندة والتحفيز والتشجيع لبنات جنسها ، والمساعدة والمساندة على اتخاذ قرار الزواج والتوجيه السليم بعد ذلك .
تاسعاً: المساعدة والمشاركة للزوج في الطاعات والقربات التي تقربهما ا من الله تعالى ، وتجعله زوجاً صالحاً كريماً .
عاشراً: المحافظة على خصوصية البيت والأسرة والمجتمع السعودي في داخل الوطن الجميل وخارجه .
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.