كُتاب الرأي

(التقليد الأعمى)

 

لقد لفت نظري ظاهرة عزوف معظم الشباب السعودي عن لبس الزي الوطني (الثوب والشماغ والعقال) واستبدالها بالبدل الرياضية أو البنطال أو ما يسمى البرمودا والقميص والكاب علماً بأن التعليمات الرسمية تقضي بعدم السماح لأي شخص بدخول الدوائر الحكومية لمن يرتدي الملابس المخلة للآداب العامة .
وقد تعدى الأمر إلى أن بعض الشباب يرتدي سلسال يطوق به عنقه أو لبس الأساور بالمعصم معتقدين بأن ذلك من مظاهر الزينة والجمال للرجال بالإضافة إلى قصات شعر الرأس المقززة (القزع) المكروه شرعاً، وإذا وصل القص إلى حد التشبه بالكفار فأنه محرم لما ورد عن الرسول صلى الله عليه، وسلم عندما رأى صبياً حلق بعض شعر رأسه فأمره أن يحلقه كله أو يتركه كله .
كما لوحظ بعض الشباب والفتيات يقتادون الكلاب أعزكم الله بأشكالها وأحجامها وفصائلها المختلفة، ويستعرضون بها في المتنزهات والشوارع والأماكن العامة، ونسوا بل تناسوا بأن تربية الكلاب في البيوت غير جائز شرعاً، وقد نهى النبي صلى الله عليه، وسلم عن ذلك بقوله (من اقتنى كلباً غير كلب صيد أو حراسة فأنه ينقص من عمله كل يوم قيراطين والقيراط مثل جبل أحد)، والسبب في تحريم تربية الكلاب لغير الصيد والحراسة لأنها حيوانات نجسة ونجاستها غليظة لا تطهر إلا بسبع غسلات إحداهن بالتراب، ودخول الكلاب في المنازل يمنع دخول الملائكة الذين هم عباد الله المكرمين .
وبكل أسف فأن جميع من يستحل مثل هذه العادات السيئة يعتبرونها نوعاً من التقدم والتطور الحضاري، وهي بلا شك دليل على التخلف الأخلاقي والقيم الإسلامية التي تربى عليها الإنسان المسلم منذ الصغر، وإذا لم يوضع حد لهذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا فسوف تصبح مع مرور الوقت شيء مألوف وغير منكر .
قال رسول الله صلى الله عليه، وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم)
وقال (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى؟ قال فمن) .
نسال الله الهداية لجميع شباب المسلمين .

تركي بن علوان الحارثي
كاتب راي

المستشار العميد م / تركي بن علوان الحارثي

مستشار امن وسلامة و كاتب صحفي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى