السعادة النفسية لحواء

تبقى حواء في خصوصيتها الخَلقية والخُلقية مناط إهتمام واحترام وتقدير وتعظيم ومحبة ورحمة ورفق وتعاون وتفاهم ورضا وصبر، كل ذلك من طبيعتها التي لا تنفك عنها مهما حاول الرجل أو حاول الذين يرغبون في صناعة بيئات جديدة لصياغة حواء جديدة لها المواصفات التي يرغبونها فيها .
حواء الطبيعة البيولوجية ، حواء الطبيعة الفيسيولوجية ، حواء الطبيعة السيوكلوجية ، حواء الطبيعة الإنسانية الأصيلة التي تظهر احتياجاتها ومتطلباتها الضرورية والأساسية من خلال نموها ومراحلها المختلفة والمتباينة التي تتدرج بها عبر الأيام والليالي.
وكلما استطاعت الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة الهادئة توفير الاحتياجات الضرورية والمتطلبات الأساسية لحياة حواء كلما كانت التنشئة متزنة ومتكاملة ومتفاعلة ، وكلما تجاوزت تلك المراحل العمرية وهي تشعر بالإشباع المعرفي العلمي والفسيولوجي والسيوكولوجي الطبيعي.
والفترة التي تتشكل فيها وتتكون الشخصية الجميلة الهادئة لحواء هي تلك المراحل التي تشرف عليها الأسرة الكريمة والمدرسة والمسجد والإعلام والجامعة ، هذه فترات ومراحل التكوين وإشباع الاحتياجات الضرورية والأساسية للمرأة.
وعند ما تكون تلك المحاضن والمؤسسات لا تقدم الإشباع في تلك الاحتياجات الضرورية والأساسية تتكون الشخصية الهشة أو المريضة المعتلة الضعيفة من الناحية السلوكية النفسية .
لذا على تلك المحاضن الاهتمام بكافة الجوانب والنواحي التي تخص إكمال وإشباع الشخصية الإنسانية السوية، ومن ذلك :
أولاً: الإشباع العاطفي الإيماني:
التربية والتنشئة الطبيعية للمرأة الطيبة الجميلة الهادئة على الإيمان بالله تعالى ، وحسن عبادته والإشباع الكامل من القرآن الكريم والسنة المطهرة والسيرة العطرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: الرموز والقدوات :
تقديم الرموز الحسنة والقدوات الصالحة في مجالات اهتمامات المرأة الطيبة الجميلة وعرض حياتهم والجوانب الإيجابية الجميلة التي تحث وتحفز المرأة الطيبة الجميلة على العمل والعمل الصالح الخالص.
وتقليد ومحاكاة تلك القامات لتصل بعد ذلك حواء إلى أعلى المقامات.
ثالثاً: تحديد المشروع المستقبلي :
حث المرأة الطيبة على تحديد الأهداف والمقاصد الشخصية وماذا تريد أن تكون في المستقبل ؟ وتحفيزها للوصول إلى تحقيق أحلامها وأفكارها ورؤاها وطموحاتها وتحقيق كذلك أفضل ما رسمت من الأهداف والمقاصد ، وهذا في الحقيقة هو طريق لبناء الشخصية الإيجابية المبدعة المنتجة.
رابعاً: الإصرار والطموح :
من السعادة النفسية لحواء التربية والتنشئة على تنمية روح الشغف والإصرار على بلوغ وتحقيق الأهداف والمقاصد الحسنة الطيبة، فالطموح لاختيار افضل التخصصات الجامعية ، وما يناسبها ؟
وما سوف تقدمه للمجتمع ؟ وما الأثر والبصمة التي سوف تتركها في الحياة العملية ؟ كل ذلك الأمور الحياتية المهمة في سعادة حواء .
خامساً : العمل المتقن :
من سعادة حواء النفسية كذلك تربيتها على العمل والعمل الصالح الإيجابي المتقن في كل شيء فيه ؛ فإتقان المهنة أو الحرفة أو العمل مهما كان أمر مهم وفيه توجيه شرعي ديني فطري إنساني عظيم.
والعمل الذي يتعدى نفعه لجميع أفراد الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة والمجتمع الكبير .
سادساً : الإنجاز الكبير :
التربية والتنشئة الطبيعية السليمة على الإنجاز والإنجازات الكبيرة ينشء حواء تنشئة عملية تطبيقية تخصصية مميزة ورائعة ومبدعة؛ فالاهتمام بالأعمال محاولة تنفيذها بالجودة العالية والذهاب بها إلى أعلى درجات الإتقان هو حقيقة مطلب إنساني فطري عظيم .
سابعاً : التوازن :
هناك واجبات ومتطلبات أمام الذات أو النفس للنفس ؛ وهناك متطلبات للنفس على العالم الخارجي؛ وعلى الكيس الفطن أن يوافق وأن يوازن بين تلك الاحتياجات الضرورية والأساسية والرغبات.
وتربية وتهذيب حواء على ذلك كله من السعادة النفسية والمزاجية لها .
ثامناً: التسامح والعفو والصفح:
من أهم المعينات على السعادة والتفاؤل والسرور والصحة النفسية والعقلية هي مقابلة الإساءة والأذى بالعفو والصفح والتسامح بل التعامل في بعض المواقف بالتغافل والتجاوز.
تاسعاً: الأمن والأمان والاستقرار:
محاولة صناعة وصياغة السلام الداخلي داخل حواء كنز عظيم ومصدر طاقات وقدرات عظيمة لحياتها ، بل في جميع مراحل حياتها
وكذلك هو صمام الأمن والأمان والاستقرار والهدوء والسكينة والراحة والسلامة يكون لديها .
ومصدر ذلك كله هما الآباء والأمهات وكذلك المربيات الفضليات.
عاشراً : الدعاء لحواء :
من أعظم ما يعين المرأة الطيبة الجميلة على بقاء سعادتها وسرورها وراحتها وهي عبادة وقربة : الإكثار من الدعاء والدعاء .
فأبواب الخير والسماء مفتحة والمنادي ينادي فيقول :
( وقل ربكم أدعوني أستجب لكم ).
فعلى حواء الكيسة الفطنة الإكثار من الدعاء
لنفسها ولإبيها وأمها ثم لزوجها وأولادها بعد ذلك
وللمسلمين أجمعين.
وكذلك الدعاء لحواء بالسعادة والتوفيق والسداد والنجاح.
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.