حوارات و مقابلات

لقاء حصري مع سعادة مساعد مدير شرطة منطقة المدينة المنورة السابق اللواء عبدالعزيز محمد مكي

 

مرحباً بكم أعزائي القراء في هذا اللقاء الخاص والمميز، يسعدنا اليوم أن نستضيف شخصية بارزة في مجال الأمن والعمل الشرطي، سعادة اللواء عبدالعزيز محمد مكي، الذي قدم خدمات جليلة لوطنه من خلال مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات والتحديات.

بدأ سعادته مسيرته العملية في شرطة الحدود الشمالية ثم في شرطة منطقة تبوك ثم في مكافحة المخدرات بالمدينة المنورة، حيث واجه أخطر الجرائم وساهم في حماية المجتمع من هذه الآفة الخطيرة. ومن ثم انتقل بعدها للعمل في شرطة منطقة المدينة المنورة، حيث تدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب مساعد مدير شرطة المنطقة للشؤون الإدارية والمالية، وقبلها مديراً لإدارة شؤون الأفراد.

سنتحدث اليوم مع سعادة اللواء عن تجربته الثرية والمواقف التي شكلت مسيرته، وعن رؤيته لتطوير العمل الأمني في المملكة العربية السعودية. كما سنتعرف على التحديات التي واجهها والإجراءات التي اتخذها لتعزيز الأمن والاستقرار في المجتمع.

نرحب بسعادة اللواء عبدالعزيز محمد مكي، ونشكره على تخصيص جزء من وقته الثمين لإجراء هذا اللقاء، ونأمل أن تكون هذه الجلسة حافلة بالمعلومات القيمة والإلهام لكل من يتابعنا.

والآن، دعونا نبدأ هذا الحوار الشيق.

1. كيف بدأت مسيرتك المهنية في العمل الشرطي وما هي أبرز التحديات التي واجهتها في بداية عملك؟
– ج: بدات حياتي العملية بشرطة الحدود الشمالية ، ومن ثم انتقلت الى شرطة منطقة تبوك حتى عام ١٤٠٧ هـ، ومن بعدعملت في جهاز مكافحة المخدرات
حتى عام ١٤٢٠ هـ، ومن بعدها نقلت الى شرطة منطقة المدينة المنورة حتى التقاعد مساعدا لمدير شرطة منطقة المدينة للشئون الادارية والمالية.

2. ما هي أهم الإنجازات التي حققتها في مجال مكافحة المخدرات، وكيف أثرت على المجتمع؟
– ج:من أبرز الإنجازات كانت تفكيك شبكات تهريب رئيسية وضبط كميات كبيرة من المخدرات، هذه العمليات ساهمت في تقليل انتشار المخدرات وحماية الشباب من الوقوع في براثن الإدمان، مما أثر بشكل إيجابي على المجتمع.

3. كيف ترى تطور أساليب مكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية من بداية عملك وحتى الآن؟
– ج:تطورت أساليب مكافحة المخدرات بشكل ملحوظ بفضل التقنيات الحديثة والتعاون الدولي ، أصبح لدينا الآن أنظمة مراقبة متطورة وتحليل بيانات تساعد في تتبع التحركات المشبوهة بشكل أكثر فعالية.

4. ما هي النصائح التي تقدمها للشباب ولأولياء الأمور للمساهمة في مكافحة المخدرات والوقاية منها؟
– ج:أنصح الشباب بالابتعاد عن رفقاء السوء والانشغال بالأنشطة المفيدة ، أما أولياء الأمور، فيجب عليهم مراقبة أبنائهم وتوجيههم نحو الطريق الصحيح، وكذلك توعيتهم بمخاطر المخدرات من خلال الحوار المفتوح.

5. كيف كان الانتقال من مكافحة المخدرات إلى العمل في شرطة المدينة المنورة؟ وما هي الاختلافات التي لاحظتها بين العملين؟
– ج:الانتقال كان تحدياً كبيراً، حيث أن طبيعة العمل في مكافحة المخدرات تختلف عن العمل الشرطي العام ، في شرطة المدينة المنورة، كنت أتعامل مع قضايا أمنية متعددة، مما تطلب مني توسيع نطاق معرفتي وخبرتي في مختلف المجالات الأمنية.

6. ما هي أبرز القضايا الأمنية التي تعاملت معها أثناء عملك في شرطة تبوك، وكيف تم حلها؟
– ج:من أبرز القضايا كانت مكافحة التهريب عبر الحدود، حيث اتخذنا إجراءات مشددة وزدنا من التعاون مع الجهات الأخرى للسيطرة على التهريب، وتمكنا و لله الحمد من تقليل هذه الأنشطة بشكل كبير بفضل التخطيط الجيد والتنسيق المستمر.

7. كيف تصف تجربتك في شرطة المدينة المنورة، وما هي التحديات الفريدة التي واجهتها هناك؟
– ج:كانت تجربتي في شرطة المدينة المنورة مميزة جداً، حيث واجهت تحديات فريدة مثل إدارة الحشود الكبيرة خلال المواسم الدينية ، كان الحفاظ على أمن وسلامة الزوار تحدياً كبيراً، لكن بفضل التعاون والتخطيط الجيد، تمكنا من تحقيق ذلك بنجاح.

8. ما هي الإجراءات الأمنية التي تعتقد أنها كانت الأكثر فعالية في الحفاظ على الأمن في المدينة المنورة؟
– ج:من أكثر الإجراءات فعالية كانت تعزيز الرقابة الأمنية وتحسين الاتصالات بين مختلف الجهات الأمنية ، كذلك، كان للتكنولوجيا دور كبير في مراقبة المناطق الحيوية والتدخل السريع عند الحاجة.

9. ما هي أبرز التحديات التي واجهتها أثناء إدارتك لشؤون الأفراد، وكيف تعاملت معها؟
– ج:أبرز التحديات كانت تحسين الأداء الوظيفي وتحفيز الأفراد على تقديم أفضل ما لديهم ، تعاملت مع هذه التحديات من خلال وضع خطط تدريب متقدمة وتوفير بيئة عمل محفزة، بالإضافة إلى تعزيز التواصل المفتوح بين الإدارة والأفراد.

10. كيف تمكنت من تحسين إدارة شؤون الأفراد، وما هي المبادرات التي اتخذتها لتحقيق ذلك؟
– ج:تم تحسين إدارة شؤون الأفراد من خلال إدخال أنظمة إدارة الموارد البشرية الحديثة التي ساعدت في متابعة الأداء وتقييمه بفاعلية ، قمت أيضاً بإطلاق مبادرات لتحفيز الأفراد مثل برامج التدريب المتخصص والمكافآت التشجيعية.

11. ما هي النصائح التي تقدمها للقادة الإداريين في كيفية إدارة شؤون الأفراد بفعالية؟
– ج:أنصح القادة بالاستماع الجيد لمشاكل الأفراد والعمل على حلها، وتشجيع الابتكار والإبداع، بالإضافة إلى توفير بيئة عمل إيجابية وداعمة ، كما أن توجيه الأفراد وتطوير مهاراتهم يعد أمراً بالغ الأهمية.

12. ما هي أهم المهام والمسؤوليات التي توليتها كمساعد لمدير شرطة المنطقة للشؤون الإدارية والمالية؟
– ج:كانت أهم المهام تشمل الإشراف على العمليات الإدارية والمالية، وضمان كفاءة الإنفاق، وتطوير استراتيجيات لتحسين الأداء الإداري ، كما كنت أعمل على تحسين نظم العمل وتطوير سياسات جديدة لتعزيز الكفاءة.

13. كيف ساهمت في تحسين العمليات الإدارية والمالية في شرطة المنطقة؟
– ج:قمت بإعادة هيكلة بعض الأقسام لتحسين تدفق العمل، واعتمدت أنظمة رقمية حديثة لإدارة الموارد المالية بشكل أكثر فعالية، كما ركزت على التدريب المستمر لموظفي الإدارة لضمان مواكبتهم لأحدث الممارسات.

14. ما هي المبادرات التي أطلقتها لتعزيز الكفاءة الإدارية والمالية في شرطة المنطقة؟
– ج:من بين المبادرات كانت إطلاق نظام موارد بشرية إلكتروني لتسهيل العمليات الإدارية، وتطبيق نظام محاسبي جديد لضبط النفقات والميزانيات، كما قمت بتطوير برامج تدريبية لرفع كفاءة الموظفين في الشؤون الإدارية والمالية.

15. كيف تتعامل مع الضغوط والتحديات التي تواجهك في هذا المنصب، وما هي استراتيجيتك للحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الشخصية؟
– ج:أتعامل مع الضغوط من خلال التخطيط الجيد وتفويض المهام بشكل فعال، كما أحرص على تخصيص وقت للعائلة والنشاطات الشخصية للحفاظ على التوازن النفسي والجسدي.

16. كيف ترى مستقبل العمل الشرطي في المملكة العربية السعودية، وما هي التحديات المستقبلية التي تتوقعها؟
– ج:أرى أن مستقبل العمل الشرطي في المملكة واعد جداً بفضل التقدم التكنولوجي والتطورات المستمرة في التدريب ، التحديات المستقبلية قد تشمل مواجهة الجرائم السيبرانية والتعامل مع التكنولوجيا المتقدمة التي يستخدمها المجرمون.

17. ما هي رؤيتك لتطوير القوى العاملة في الشرطة، وكيف يمكن تحسين التدريب والتطوير المهني للضباط والأفراد؟
– ج:رؤيتي تتمثل في توفير برامج تدريبية متقدمة تشمل الجوانب التقنية والعملية، وتعزيز التعاون مع مؤسسات تدريبية دولية، كما يجب التركيز على تطوير المهارات القيادية والمهنية للضباط والأفراد.

18. ما هي النصائح التي تقدمها للشباب الراغبين في الانضمام إلى للشرطة؟
– ج:أنصح الشباب بالتحلي بالصبر والإصرار، والعمل بجدية على تطوير مهاراتهم البدنية والعقلية، كما يجب عليهم فهم أهمية دورهم في خدمة المجتمع والتحلي بالأخلاق والقيم النبيلة.

19. كيف يمكن للمجتمع أن يساهم بشكل أفضل في دعم جهود الشرطة والحفاظ على الأمن؟
– ج:يمكن للمجتمع المساهمة من خلال التعاون مع الشرطة وتقديم البلاغات والمعلومات الضرورية، والمشاركة في برامج التوعية المجتمعية، كما يمكن تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع ورجال الأمن.

20. ما هي خططك المستقبلية بعد التقاعد، وهل تنوي الاستمرار في العمل في مجال الأمن بشكل ما؟
– ج:بعد التقاعد، أخطط للمشاركة في الأعمال الاستشارية في مجال الأمن، والمساهمة في تدريب وتطوير الكوادر الشابة، و أود أيضاً الانخراط في مشاريع مجتمعية تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار.

21. ما هي التجارب التي تعتبرها الأكثر تأثيراً في مسيرتك المهنية، وكيف أثرت على رؤيتك للعمل الشرطي؟
– ج:من التجارب الأكثر تأثيراً كانت التعامل مع أزمة كبيرة تتعلق بتهريب مخدرات عبر الحدود، حيث تطلب الأمر تنسيقاً على مستوى عالٍ بين مختلف الجهات الأمنية، هذه التجربة عززت لدي أهمية التعاون والتخطيط الاستراتيجي في مواجهة التحديات الأمنية، أيضاً، العمل في مواسم الحج والعمرة كان له تأثير كبير، حيث تعلمت كيفية إدارة الحشود الكبيرة وضمان سلامتهم، مما ساعدني في تطوير مهاراتي القيادية.

22. كيف أثرت التكنولوجيا على العمل الشرطي من وجهة نظرك، وما هي أهم الابتكارات التي ساهمت في ذلك؟
– ج:التكنولوجيا أثرت بشكل كبير على العمل الشرطي، حيث ساهمت في تحسين كفاءة العمليات وزيادة دقة المعلومات، من أهم الابتكارات التي ساهمت في ذلك هي أنظمة المراقبة بالكاميرات، وبرامج تحليل البيانات الجنائية، وأدوات التتبع والمراقبة الإلكترونية، هذه التقنيات ساعدت في كشف الجرائم بسرعة أكبر وتحسين استجابة الشرطة للأحداث.

23. ما هي الرسالة التي توجهها لزملائك في جهاز الشرطة، وللمجتمع بشكل عام؟
– ج:لزملائي في جهاز الشرطة، أقول: استمروا في العمل بجد وإخلاص، وكونوا دائماً على استعداد لمواكبة التطورات الحديثة في مجال الأمن، و تذكروا أن خدمتكم للمجتمع هي شرف عظيم ومسؤولية كبيرة، وللمجتمع، أقول: تعاونوا مع الشرطة واحترموا دورهم في حماية الأمن، واعلموا أن الأمن مسؤولية مشتركة بين الجميع، وعليهم الاستفادة من الدعم الامحدود من قبل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين وولي عهده الامين، وسمو وزير الداخلية حفظهم الله.

24. أخيراً، ما هي القيم والمبادئ التي ترى أنها ضرورية لكل رجل أمن لتحقيق النجاح في عمله؟
– ج:القيم والمبادئ الضرورية تشمل النزاهة، والشجاعة، والالتزام بالقانون، والاحترام المتبادل، والصبر، والإصرار على تحقيق العدالة، يجب على كل رجل أمن أن يكون قدوة في أخلاقه وسلوكه، وأن يسعى دائماً لخدمة المجتمع بأفضل صورة ممكنة.

25.ما هي أهم الدروس التي تعلمتها من عملك الطويل في القطاعات الأمنية؟
– ج:من خلال مسيرتي الطويلة في القطاعات الأمنية، تعلمت العديد من الدروس القيمة. أولاً، تعلمت الصبر، والحكمة في التعامل مع مختلف المواقف، فالعمل الأمني يتطلب هدوءاً في اتخاذ القرارات ، وحكمة في التعامل مع التحديات، كما تعلمت العدل، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، حيث يجب أن يكون رجل الأمن عادلاً ونزيهاً في كل تصرفاته وقراراته.

و أكبر فخر في مسيرتي هو مزاملة من استفدت منهم الكثير و أفادوني في جميع مسارات حياتي العملية، لقد كان لي الشرف أن أعمل مع نخبة من الضباط الذين تعلمت منهم الكثير، و أثرت خبراتهم وإرشاداتهم بشكل كبير في تطوير مهاراتي.

أيضاً، أعتز بأنه تعلم على يدي مجموعة من الضباط الذين تبوأ عدد منهم مناصب عليا، و من هؤلاء الزملاء، اللواء محمد ربيع الجهني، مدير شرطة منطقة الجوف السابق، واللواء عبدالله رشيد الشمري، مدير مكافحة المخدرات بمنطقة الجوف رحمه الله، واللواء عبيد عثمان الدعرمي، مدير شرطة الجوف السابق، وغيرهم كثير ، هؤلاء الزملاء هم بمثابة شهادة على أن العمل الجماعي والتدريب الجيد يمكن أن يحقق نجاحات كبيرة في مسيرة العمل الأمني.

شكراً جزيلاً سعادة اللواء عبدالعزيز محمد مكي على هذا الحوار الشيق والمفيد، و نتمنى لك التوفيق في مسيرتك المستقبلية، ونأمل أن يكون هذا اللقاء قد أضاف الكثير من الفائدة والإلهام لكل من يتابعنا من قراءنا الكرام .

أجري الحوار رئيس التحرير / محمد الفريدي

 

محمد الفريدي

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى