كُتاب الرأي

الأماكن المقدسة

 

تبرز أهمية الفكر الإنساني السعودي كمنطلق فلسفي، حضاري يصف أهم المراحل التاريخية التي مرَّت بها الأماكن المقدسة وأولها مراحل التطوير في فن العمارة الإسلامية للحرمين الشريفين، مروراً بجوانب أكثر أهمية تتطلب سرعة الأداء بالتقنيات المعاصرة، ومعرفة مدى الصعوبات التي رسمت أوجه الحياة الاجتماعية، ومزجت بين مجمل العوامل المختلفة، ومن الطبيعي أن تكون هذه العوامل التطويرية المستمرة، هي الطاغية على مدار الساعة، ورصد كافة ملاحظة الخبراء والمتخصصين، في مجال خدمات وأمن حشود الحجاج والمعتمرين والزوار المتزايدة ، من واقع دراسات وأبحاث أكاديمية ميدانية.

ولم يكن ذلك مجرد لحظة تاريخية عابرة، وإنما سيرة ومسيرة لرجال دولة، شاركوا في وضع بناء هذه الاستراتيجية، واستشعروا أهداف الرسالة السامية، التي هي الشِّعار الذي يفخر به قادة البلاد، ويرى الناقد والمؤرخ والباحث في تاريخ الحضارة، ضرورة الكشف عنها في مرحلة تتضمن التأمل والتفكير العقلاني، وإعادة الصياغة التاريخية مع الاستعانة بأقسام التاريخ والآثار في الجامعات السعودية، لتكون النواة الأولى لمشاريع حضارية قادمة، ليس على مستوى المملكة فقط، وإنما على مستوى العالم، مؤكدة جذور هذه الحضارة العريقة، التي نبعت من هذه الأرض وأماكنها المقدسة.

منسجمة مع توجهات القيادة السعودية، وحرصها أن تكون المملكة أبرز المنابر الحضارية، في مواسم الحج والعمرة على وجه الخصوص، والمملكة وهي تعيش هذه المكانة التاريخية، بحجم وقيمة الرسالة التي حملتها منذ فجر التاريخ، ووجدت الدعم المادي والمعنوي من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وهي مسألة تجاوزت الإعلان عنها عبر الوسائل الإعلامية، وبقيت راسخة في أفئدة الحجاج والمعتمرين والزوار على مدى العُمر، تروى على ألسنتهم بالصدق والأمانة، وتكتحل بها العيون الدامعة حين رؤيتهم الأماكن المقدسة، بأرقى الخدمات من مختلف الجهات المعنية بأعلى المستويات والجودة.

يعود لها المؤرخون والباحثون ورجال الإعلام للتوثيق والاستفادة، كما تُقام من أجلها المؤتمرات المتخصصة، ومن هذه الجهود معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة، ليأتي الدور الإعلامي والثقافي مع الوزارات المعنية، لتكون واجهة تُضيء المكان، وتحاكي القيمة التاريخية لعظمة الزمان، بأجمل الصور الحضارية، حين يلتقي الزائر والمعتمر، بهذه الكنوز الثمينة والمعالم البارزة المضيئة لتاريخ الأمة، بما يتطلبه الأمر من الاعداد والتدريب، والكوادر المتخصصة والمؤهلة تأهيلاً عاليا، حرصا من الدولة لإنجاح هذه المواسم الدينية في كل عام.

وجاءت المفاضلة لاختيار أفضل التخصصات والعناصر البشرية المؤهلة، بما فيها تخصصات ترجمة اللغات المتعددة لمخاطبة الحجاج والمعتمرين والزوار، والتحدث معهم بلغة بلدانهم، وتشتمل المعارض المصاحبة لهذه المواسم مع المحافظة على التقاليد والموروثات التاريخية، والأفلام التوثيقية لوسائل النقل التي حملتهم من بلدانهم، حتى وصولهم الأماكن المقدسة، والموانئ البحرية والجوية والمداخل البرية، ومواصلة الجهود التي قامت بها المملكة، على مستوى الخدمات الصحية والبلدية، وفي مقدمة هذه الخدمات ما قدَّمته وزارة الحج والعمرة.

محمد حامد الجحدلي

الدكتور محمد حامد الجحدلي

مستشار رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى