ثقافة رد الجميل

مع نهايةِ كل عامٍ يودعُ جزءً ليس بالقليل من أبناءِ مجتمعنا السعودي الوظيفةَ ويبدأونَ معهُ معاناةَ المتقاعدينَ في النومِ والخمولِ وقلةِ الحركةِ ورتابةِ يومهِ وعدمِ ممارسةِ النشاطِ الرياضي والبدني وكأن التقاعدَ هو عبارةٌ عن عجزٍ عن العملِ او عجزٍ عن الحياةِ بشكلٍ عام، بل لا بد وأن يعرفَ المتقاعد أنه قد بداء الآن عهدٌ جديدٌ من الإقبالِ على الحياةِ والإنطلاقِ لمجالاتٍ ارحبَ وأوسع، فالذي لم يستطعْ فعلهُ أثناءَ العملِ جاءَ موعدُ عملهِ الآنْ كصلةِ الأرحامِ والمشاركةِ المجتمعيةِ الفاعلة في الحي الذي يسكن فيه وفي مدينته ومجتمعه بشكلٍ عام، ولكن سأتطرق في مقالي هذا لموضوعٍ أخر يهم المتقاعدين وهو تكريمهم في نهاية الخدمة وليس جحودُ جهودهم وإنكارِ معروفهم، ففي كل سنة وفي نهاية خدمة بعض الموظفين نرى التقصيرُ واضحاً في تكريمهم والاعترافِ لهم بالجميل وكثيرٌ من الدوائر والمؤسسات تُظهرُ لنا سلبيات بعض المدراء المباشرين للمتقاعدين وذلك بعدمِ تجهيزِ حفلِ تكريمٍ لهم من وقتٍ مبكر بل عدمِ وجودِ هذا التكريمِ كل عام في اجندة وبرامج كل دائرة وقطاع ومؤسسة بل اكثر من ذلك لا يوجدُ هذا التكريمُ في ثقافةِ بعضِ هؤلاء المدراء او بعض تلك المؤسسات.
إن ثقافة الشكر لمن أسدى إلينا معروفاً هي من ثقافةِ مجتمعنا، ودينِنا الإسلامي الحنيف أمرنا بها فلا يشكرِ اللهَ من لا يشكرُ الناس، وهي بكلِ بساطة ما يُعرفُ اليومَ بثقافةِ التكريم، والمتقاعد هو أولى بهذا الشكرِ وهذا التكريم، وذلك نظيرَ ما قدمهُ لقطاعهِ الذي كان يعمل فيه ولما قدمه لوطنه كموظفٍ شريفٍ خرجَ من المهنةِ والوظيفةِ ولم يخن الإمانة وهو مرفوع الرأس .
د: خالد على الفريدي