كُتاب الرأي

قياداتنا الأمنية فاشلة

 

“لا تفرطوا بقادة الجيش وقت السلم فلن تسمعوا أزيز رصاصهم عند الحرب”.

بهذه العبارة البليغة، نبدأ مقالنا لهذا اليوم عَنْ ظَاهِرَةِ تَرْوِيجِ الْأَكَاذِيبِ التافهة التي تنال من قيادات مؤسساتنا الأمنية، من الذين هم على رأس العمل، أو من الذين تقاعدوا، أو من الذين انتقلوا إلى الرفيق الأعلى، وأصبحوا مادة دسمة للحاقدين، وَالْمُتَحَذْلِقَيْنَ من أصحاب الأجندات الخبيثة، الذين يسعون للنيل من شرف وكرامة قياداتنا الأمنية الذين سجلوا أسماءهم بأحرف من نور في تاريخ أمْنٌ مملكتنا الحبيبة.

في زمن تزايدت فيه التحديات من كل جانب، نجد من يتسلح بِكَيْبُورَدَاتِ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الْاِجْتِمَاعِيِّ لِيُقْزَمَ إنجازاتنا الوطنية، بالتقليل من قيمة بعض قاداتنا الأمنيين الأكفاء من منسوبي وزارة الداخلية، الذين خاضوا من أجل الوطن حروبا طاحنة، وقضوا على الجرائم الجنائية، وَكَافِحُوا الفساد والإرهاب، وَذَادُوا عن حياض الوطن، وتركوا بصمات لا تُمْحَى في الدفاع عنه ضد الإرهاب والتحديات الأمنية المختلفة.

ونرى هذه الهجمات لا تأتي إلا من بعض العقول المصابة بالأمراض النفسية، وفقدان التوازن، وانعدام مقومات الرجولة والشجاعة، وتسعى لتشويه السمعة والتقليل من إنجازات قياداتنا الأمنية.

فمن واجبنا الإعلامي إذن أن نحمي قادة مؤسساتنا الأمنية الذين التزموا معايير الشرف، والمهنية، من الهجمات الإعلامية والإلكترونية الممنهجة، ومن بعض المحسوبين على مجتمعنا الأمني للأسف.

هذه الإتهامات الباطلة التي تفتقر إلى الأدلة الدامغة، يَجِبُ أَنْ تُعْرِضَ عَلَى الْقَضَاءِ، الذي يعد الفيصل في اتخاذ القرارات العادلة، فمحاولات تشويه سمعة قياداتنا الأمنية، وإن لم يَتَحَقَّقُ هدفها، فإنها تُشَوشُ على الرأي العام، وتقليل من قيمتهم، لا نرضاه، ولا نقبل به أبدا، وهم الذين تصدوا للهجمات الإرهابية وجها لوجه، في زمن كان لا يشعر فيه الكثير من الناس بخطورة مواجهة العنف والإرهاب التي شَنُّوهَا على دولتنا واستقرار مجتمعنا في فترة من الفترات.

فكان الضابط السعودي، مثالاً على الشجاعة والتفاني، ويجمع بين الخبرة الميدانية والتخطيط الاستراتيجي، بل وبعضهم كان لديه الكثير من المؤلفات الجنائية والأمنية، ومئات المقالات، والدراسات المنهجية، وقاد عدة عمليات ناجحة على مدى السنوات الماضية، وقدم الشهداء من عائلته في أثناء مواجهتنا للإرهاب، فهل يمكن أن نغفل عن مثل هذه التضحيات والإنجازات؟ – بالتأكيد- لا. بل يجب أن يكون له ولأقرانه من الضباط المهنيين دور بارز في نقل خبراته للأجيال الجديدة، بالإضافة إلى حمايتهم من السِّنُّ الذين لا يعرفون مدى إمكانياتهم، وقدراتهم الأمنية.

إن التحديات التي نواجهها اليوم، تتطلب من شبابنا الإنتماء لصوت الدولة، بديلاً عن الإنجراف وراء المفاهيم المغلوطة التي تسعى لتقويض هيبتها، فالكثير من الشباب اليوم فقدوا القدرة على الإنتماء الحقيقي، وَ تَبَرْمَجْت عُقُولَهُمْ لِتُقْبَلَ أفكار كانت مرفوضة عندهم في السابق، هذه الظاهرة الخطيرة، تسللت ببطء لتحاول نَخِرٌ دولتنا من الداخل، مُرْتَكِزَةٌ على تعميق الهوة بين الشعب وقيادته، والإستهانة برموزها الأمنية والوطنية والعسكرية.

ولهذا، من الضروري أن ندرك خطورة التحول الرقمي، والفضاء الإلكتروني، والسوشيال ميديا، إعْلَامُ الْعَجْزَةِ، الذي أصبح ساحة مفتوحة للهجمات غير الأخلاقية على رموزنا السياسية والامنية، وعلينا كصحفيين حمايتهم من هذه الهجمات البغيضة، فالدفاع عنهم دفاع عن سيادة دولتنا وكرامتها الوطنية.

وعلينا أن نتكاتف جميعاً، كصحفيين ومواطنين، للدفاع عن بلادنا، وقاداتنا الذين ضَحُّوا بِالْكَثِيرِ من أجل أمننا واستقرارنا، فنحن مُسْتَهْدِفُونَ في عقيدتنا وديننا ووطننا من الجميع، وبوحدتنا وقوتنا، قادرين على مواجهة كل التحديات. وشرفنا وكرامتنا لا يمكن أن نسمح بالمساس بها، وسنظل دائما حراس أوفياء لهذا الوطن الذي لن نَبِيعُهُ، ولو بِمِلْءٍ الأرض ذهبا.

إن الحفاظ على إرْثَنَا الوطني، والدفاع عن رموزنا الوطنية، والأمنية، والعسكرية وَاجِبٌ مَقْدِسٌ، ويجب أن نكون على قدر هذه المسؤولية، وأن نعمل على إفْشَالٌ مخططات أعدائنا، فالشموخ والعزة مُتَجَذِّرَتَيْنِ فينا حتى النخاع، ولن نسمح لأي خائن أو عدو بالمساس بتراب أرضنا المباركة مهما كانت قوته، ونحن مطالبون بالدفاع عنها، وعن عقيدتها، ودينها الحنيف، لنثبت للعالم أجمع أن المملكة العربية السعودية قوية بِتَمَسُّكِهَا بِثَوَابِتهَا، وستظل دائما رَمْزُ الشُّمُوخِ وَالْعِزَّةِ حَتَّى، وَإِنْ كَانَتْ تَمُرُّ بِأَحْلَك الظُّرُوفَ.

محمد الفريدي

محمد الفريدي

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى