العالم بدأ يستيقظ يا أخ بايدن

لم يكن قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق مجرمي الحرب، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يواف غالانت، مفاجئا لمن يتابع عن كثب الجرائم المستمرة التي ترتكبها دولة إسرائيل ضد الفلسطينيين والإنسانية جمعاء.
ينبغي أن يكون إعلان قرار المحكمة الدولية بمثابة بداية النهاية لسلسلة طويلة من الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة منذ عقود دون محاسبة أو عقاب، وإنذار واضح لجميع من دعموا أو شاركوا في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، ولا يفلت أحد من قبضة العدالة الدولية، حتى لو كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يقود بنفسه حملة الهجوم على المحكمة، ودفاعه عن نتنياهو يقتصر على تصريح يصف فيها قرارها بـ«المخزي»، فلا يعقل أن يدافع رئيس اكبر دولة في العالم عن إسرائيل التي تقوم بتطهير عرقي وإبادة جماعية أمام أنظار العالم، وجرائمها موثقة بالشهود والأدلة الثابتة والشهادات الدامغة دون أن يكون متواطئا معها، ورسم خطة اجتياح غزة مع الإسرائيليين، وأعطاهم الضوء الأخضر لتنفيذها بهذه الوحشية والهمجية التي ليس لها مثيل في التاريخ على الإطلاق.
إنَّ العدو الحقيقي للفلسطينيين هو الولايات المتحدة الأمريكية التي تؤيد اليوم إسرائيل في عدوانها على أهل غزة، وكانت من ترعى في السابق اتفاقيات سلام الشجعان، اتفاق أوسلو، ووادي عربة، وتضمن تنفيذ الأطراف لهذه الاتفاقات.
لم يرد الرئيس بايدن على الاتهامات الموجهة لنتنياهو من المحكمة الدولية إلا بوصف قرارها بأنه قرار “مخزٍ”، ما يُظهر وجهة نظره السخيفة التي تؤكد للعالم أن الولايات المتحدة هي العدو الحقيقي للفلسطينيين، فهي تدعم إسرائيل بالسلاح والفيتو في مجلس الأمن من جانب، وفي الوقت نفسه هي من ترعى اتفاقات السلام، وتضمن التزام الطرفين بالمعاهدات، وتطلق يد إسرائيل تبطش بغزة، وتعبث بأمن المنطقة كما تشاء.
إن صمود المحكمة الجنائية الدولية في مواجهة الضغوط الدولية، ولا سيما من الولايات المتحدة تسبب بحالة من الهستيريا داخل إسرائيل، فقادة جيشهم الذي لا يقهر، ويتمتعون منذ فترة طويلة بحماية الغرب وأمريكا، يلاحقون الآن من قبل العدالة الدولية باعتبارهم مجرمي حرب، والحرب التي شنوها على غزة، ولم تعترف بها أمريكا كحرب إبادة جماعية لشعب من حقه أن يعيش بأمن وسلام، دفاع عن النفس مشروع فقط لدولة إسرائيل العنصرية، وتهدد كلما اعترضوا العرب في الأمم المتحدة بإعادة تعريف الظلم والعدالة والعدوان، ومن يبحثون عن العدالة للفلسطينيين عرضة عندها للتهديد والانتقاد والانتقام.
لقد بدأ العالم يا أخ بايدن يستيقظ من غيبوبته التي رسمتها له بالتعاون مع إسرائيل وسط تواطؤ دولي مع صهاينتك الذين لا يرون حرمة لدماء الأبرياء من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، ولكن جاء قرار المحكمة الدولية، واعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كعضو كامل العضوية، والمظاهرات التي تجتاح العالم لوقف هذه الإبادة الجماعية، لتعطي الأمل شعبا عانى طويلا من الظلم والاضطهاد.
ويشكل قرارها باعتقال نتنياهو وغالانت خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة وإنهاء الإفلات من العقاب، ويدعو العالم أجمع إلى الوقوف ضد الظلم، والعمل من أجل حقوق الإنسان والعدالة، وتحقيق السلام العادل والشامل يتطلب التزاماً حقيقياً من جميع الأطراف، والاعتراف أولا بحقوق الفلسطينيين، والعمل على إنهاء الاحتلال والعدوان.
فلا حل يمكن أن يحقق السلام للإسرائيليين إلا الحل الذي طرحه سلمان العزة، وملك مملكة الشموخ والإباء، حل الدولتين فقط، وهذا الحل ليس منطقيا فحسب، بل وعادل أيضا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لأنه يعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعيش بسلام في دولته المستقلة.
وبهذا الحل، يتجه العالم بإرادة الله نحو مستقبل يسوده العدل، والسلام والأمن للجميع، ومع ذلك، نتمنى ألا يتحقق هذا قبل أن يُحاسب بايدن، ونتنياهو، وغالانت، ويُوضعوا خلف القضبان.
محمد الفريدي
اللهم بارك
المقال جميل جدا
ورائع وبين حق الفلسطنيين في ارضهم ووقوف القيادة معهم .
سلمت يمينك فقلمك سيال اللهم بارك .
فالمقال جزءٌ منه يتكلم عن الحق الفلسطيني وجزءٌ منه يسخر من ردة فعل بايدن وجزءٌ منه يتكلم عن افعال الصهاينة في الأراضي الفلسطينية المحتلة كل هذه الأجزاء في المقال مترابطة ترابطاً وتناسقاً بديعاً بارك الله لنا فيك وفي قلمك اخي سعادة المستشار محمد.
اسرفت امريكا في التعامل مع القضية الفلسطينية وأعطت طفلها المدلل أكبر من حجمه لعقود من الزمن وجاء اليوم الذي ستحاسب فيه وتسقط زعامتها بفضل الوعي المجتمعي الذي كان مفقوداً ردحاً من الزمن .
تحياتي لك .
ابداع اخي محمد الفريدي ابو سلطان
سلم بنانك و رفع الله شأنك
كلمات تكتب بماء الذهب على بوابة
المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي
المعنية بمحاكمة الظلمة المتهمين بجرائم الحرب و بالابادة الجماعية و الجرائم الانسانية.
وندعوا الله جلت قدرته ان تتحقق العدالة في العالم و تكون قرارات المحكمة الجنائية واجبة النفاذ و تدخل حيز التنفيذ
لنصرة المظلومين
انتصار الحق وعودته لنصابه بات واضحا في ظل غياب استمرار العدوان الإسرائيلي طيلة هذه الفترة لأكثر من ثمانية عقود زمنية ذاق فيها الشعب الفلسطيني أبشع جرائم الحرب والإبادة العرقية وآخرها ولم تكن الأخيرة في تحليلات الرأي العام الدولي وهيئات حقوق الإنسان فآخر هذه الأحداث.
ما حدث في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م واستمرار العدوان لما بعد هذا التاريخ على مدى ٢٤ ساعة وما خلفه من ضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن واللجان الدولية التي حاولت تقديمها جهودها الإنسانية وتعرض أفرادها للقتل لم يحرك العالم ساكنا لوقف نزيف الدم.
ففي مقال رئيس تحرير صحيفة آخر أخبار الأرض عضو هيئة الصحفيين بمنطقة المدينة المنورة المستشار الأمني الأستاذ محمد بن علي الفريدي الذي أزاح كثير من الضبابية والعتمة التي خنقت أنفاس العالم واستنكرت بشدة ما حدث في قطاع غزة بغض النظر عن الأسباب مهما كانت.
مؤكدا أن هذا المقال يحسب لوسائل الإعلام تتناوله من قبل الوكالات العالمية والقنوات التلفزيونية والخبراء السياسيين بدلا من بعض الأقلام المحسوبة لفئة قليلة من المنتفعين أملا في الخروج بتوصيات يستفاد منها دعما للقضايا الإنسانية المتزايدة على أديم الأرض ومنها القضية الفلسطينية، الحق كلمة والثمن غال والسلاح قلم يصف ويشعر صاحبه بآلام الآخرين …
فاللهم كما نصرت رسولك محمد صلى الله عليه وسلم في بدر انصر أشقاءنا في غزةوكن لهم عونا ونصيرا. والله ولي التوفيق.
محمد حامد الجحدلي
abumutazzz@gmail.com
الأستاذ محمد الفريدي سعدتم عُمرا وسلم قلمك ..
كلماتك من رصاص نادر ، منطلقة قوية أبية كريمة كجيادنا العربية الأصيلة، التي حملت فرسان النصر في القادسية وحطين وعين جالوت..
لقد استيقظت ثم توضأت وصليت الصبح ثم أخذت أتصفح شاشة المحمول ، فهزني مشهد جثث الشهداء الفلسطينيين في الشوارع بقصف الظالمين لهم في العراء لعدم تمكين الأعداء لأبناء غزة من دفن الشهداء المشهد كان مؤلماً مبكيا ، وإذا بمقدمة شاشة الهاتف تشير إلى مجئ رسالتك الحبيبة إذ أطلت كلمات عنوان مقالك
” العالم بدأ يستيقظ يا أخ بايدن” ؛ شعرت كأن كل كلمة بالمقال صفعة على قفا كل من عاون هؤلاء الذئاب .
نعم رجالنا بخير ، ولابد أن ندعو لجلالة الملك سلمان العزة وولي عهده حفظهم الله ولكل زعيم عربي أعانه الله ينتهج النهج نفسه ، نهج العزة والكرامة ونصرة الحق ومساندة المظلومين .. هي روح من اليقين في نصرة الحق المبين كأن روح الملك فيصل رحمه الله تبعث من جديد ..
بمقالكم أستاذ فريدي أيقنت أن وحدتنا وتماسكنا العربيين هما قوتنا وأن الأمر بخير وهذا مكمن إحساس أعدائنا بالخطر .