سعادة الزوج تبدأ من هنا…

قد تتشابه صور السعادة عند الناس لكن يبقى لكل إنسان سعادته أو سعاداته التي يسعد بها ويسعى لها، ويختص بها دون سواه، فالإنسان حقيقة فيه عوالم وصور مختلفة ومتباينة للسرور والسعادة والأمل والبهجة.
وما يسره حيناً ، قد لا يسره في أحيان أخرى ، وهكذا الإنسان صورة من صور هذه الدنيا الكبيرة والضخمة والغريبة أحياناً.
تتقلب به الأيام والليالي والساعات والأسابيع واللحظات ما بين الأفراح التي يحبها ويتفاعل معها ، والأتراح التي يتعامل معها رغم مرارتها وقسوتها عليه ، ولكنه لا بد أن يتعامل ويتفاعل مع ظروف حياتها في الزمان والمكان .
والزوج منذ أيامه الأولى وهو يرسم ويخطط لحياة زوجية سعيدة وطيبة ومباركة ومريحة وسهلة، لذلك يحث الخطى ليلاً ونهاراً وسراً وجهراً في سبيل الظفر بهذه الزوجة الصالحة الكريمة حتى يحصل على مراده منها في حياته الزوجية.
قد يكون بعض المقبلين على الزواج قد اتخذ حياة والديه القدوة والأسوة الحسنة؛ وهي المراد لديه؛ وقد يكون بعضهم يرى غير ذلك فهو يسعى إلى بناء حياته الزوجية على منهاجه وطريقته هو ، وعليه أن يبتعد تماماً عن الصورة النمطية التي تربى عليها في أسرته وعائلته الكريمة.
إن إقبال بعض الشباب والشابات على القراءة عن المرحلة القادمة أو حتى السؤال عنها لهو ظاهرة صحية فريدة ، فكيف ببعض أولئك الشباب والشابات وهم يتصدرون مقدمة الدورات التدريبية والحلقات التدريبية التي تقام وتنفذ للمقبلين على الزواج من الجنسين .
هذا مستوى عال من الوعي الجميل والرائع وحق لنا أن نفخر بهذه الصورة الحقيقية الواقعية الجميلة لمجتمعنا المسلم السعودي الجميل.
وقد سمعنا ورأينا بعض أولئك الشباب والشابات وهم يثنون على تلك الدورات التدريبية وحلقات التدريب،
التي تعقد وتنفذ قبل الزواج ، وما تركته فيهم من أثر على حياتهم الزوجية والأسرية بصورة إيجابية فريدة، وسهل لهم تعرف كل طرف على الآخر ، ومعرفة الحقوق والواجبات بصورة واضحة وسهلة.
لذلك كلما اجتهد كل زوج في بناء معرفة إيجابية صحيحة عن الحياة الزوجية والأسرية السعيدة كلما سهل عليه تحقيقها عند الدخول فيها، ووجد من الله تعالى العون والسند والتوفيق، وكذلك وجد من أهله وذويه من يدعمه ويسنده في ظروف حياته الزوجية الجديدة.
طريق الخير والفضل والسعادة للزوج يبدأ عادة من هنا :
أولاً: معرفة حقوق الله تعالى كاملة في هذه المرحلة والرحلة العمرية الجديدة.
ثانياً: معرفة هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته في هذه المرحلة العمرية الجديدة الجميلة.
ثالثاً: معرفة واجبات الزوج كاملة، والعزم على أدائها كاملة دون نقص.
رابعاً: التخلق بالأخلاق الفاضلة والصفات النبيلة في الحياة الزوجية والأسرية.
خامساً: القبول للزوجة القادمة والصبر عليها مهما كانت الظروف والأحوال.
سادساً: التعاون على المشاركة بينهما في المهام والمسؤوليات والأدوار.
مثل إدارة الأسرة الكريمة وإدارة الجوانب المالية المعيشية.
سابعاً: التسامح والعفو والصفح والتغافل في الظروف والأحوال الزوجية والأسرية.
ثامناً: التركيز في أخلاق الزوجة الصالحة الكريمة على الجوانب والمجالات الإيجابية فيها، وتذكيرها بها.
تاسعاً: الهدايا والتحايا والرسائل الجميلة هي أس الحياة الزوجية والأسرية السعيدة.
عاشراً: الدعاء قبل بداية الزواج، وبعد بدايته بالهداية والصلاح والبركة والتوفيق والسداد والنجاح والسعادة والأمل والحبور والسكينة والراحة والبهجة لكما جميعاً.
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.