كلام من ذهب

قال الأولون مقالتهم الشهيرة : ( إذا كان الكلام من فضة ، فالسكوت من ذهب ) ، هذا عند المفاضلة والمقارنة بين حالتين ، إحداهما أفضل وأكرم وأحسن من الأخرى ؛ فإذا كان الموقف يتطلب الحديث ، فهنا الحديث والكلام من ذهب ، والسكوت والصمت من فضة ، وإذا كان الموقف يتطلب الصمت ؛ فالصمت والسكوت الآن وفي هذه الحالة من ذهب .
وفي هذا المعنى تكون مواقف الحياة المختلفة والمتباينة؛ فالإنسان الفطن اللبيب يُوطّن نفسه في تلك المواقف والأحداث، وهو الناظر بعين البصيرة ليومياته ومراحل حياته ، ويكون في تلك المراحل صاحب المواقف الإيجابية والتفاؤلية.
كلام الزوجة من ذهب ؛ حين تعالت الأصوات بينها وبين زوجها ؛ فقالت : زوجي الحبيب الكريم ، إن كنت مخطئة غفر الله تعالى لي ، وإن كنت مخطئاً غفر الله تعالى لك ، وغفر الله تعالى لنا جميعاً ، آن نغلق هذا الجدال والخصام ، وأن نلتفت إلى حياتنا اليومية وأولادنا.
كلام الزوج من ذهب ؛ حين ثارت ثائرة الزوجة وهي ترفع صوتها بالخصام وقد تفجر حقاً في الخصومة ، وتذكر مثالب وعيوب زوجها ، وأصله وفصله ، وما حصل منه يوم كذا وكذلك ! وهو المهمل لها والغافل عنها ، والشحيح البخيل مادياً وعاطفياً معنوياً عنها ! وهو الذي فيه وفيه وفيه ….
فقال الزوج وهو في حراك وعراك مع الزوجة يا حبيبتي يا قلبي يا عيوني يا حياتي كلها يا زوجتي الجميلة ، نعم كل ما تحدثتي عنه صحيح وكبير ، لكن غفر الله تعالى لي فيما ذكرتي من تقصيري ، وأبشري إن شاء الله تعالى
وجزاك الله تعالى عنا خيرا ، حقيقة ليس للبيت ولا للحياة الزوجية الكريمة لون وطعم ولا رائحة جميلة ورائعة بدونك أنت أنت أنت عمري !
كلام من ذهب ؛ حين يمدح الآباء والأمهات اولادهم ، ويثنون عليهم ويبرزون مواهبهم وقدراتهم وميولهم ، وطاقاتهم وما يملكون من المواهب وما بث الله تعالى فيهم من أسرار النبوغ والتفوق والإبداع.
ويركزون في مراكب سيرهم مع أولادهم على الجوانب الإيجابية والتفاؤلية المشرقة الطيبة فيهم .
كلام من ذهب حين يرسم الآباء والأمهات لأولادهم صور المستقبل الجميل و الثمن الذي يجب دفعه حتى يحصلوا على حياة أفضل وأجمل وأكمل وأسعد بإذن الله تعالى. ويحدثونهم عن انوار الحياة وعن طلائع الخير والفضل والبركة ، وأن القادم أفضل وأكرم وأحسن.
كلام من ذهب ؛ حين يتأخر الأولاد والأطفال في عمل واجباتهم مع الله تعالى أو مع مدارسهم فيسمعوا الآباء والأمهات وهم يقولون لهم بارك الله تعالى فيكم ولكم وعليكم اجتهدوا واعملوا ونحن معكم نساعدكم ونعينكم ونسندكم فلا تخافوا من شيء أبداً ..
نحن معكم ، نحن ندعمكم ونساعدكم ونقف معكم ، فقط ابذلوا جهدكم واخلصوا في العمل الدؤوب والمثابرة الدائمة .
كلام من ذهب حين تقف الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة داعمة ومساندة للأولاد وهم يقررون الدخول في رحلة الحياة الزوجية السعيدة ، ويقولون لهم : أمضوا على بركة الله تعالى والله تعالى معنا ومعكم ونحن معكم وحولكم ندعمكم ونساندكم .
كلام من ذهب حين يقف الطلاب والطالبات في المدارس وكذلك في الجامعات ليصافحوا ويسلموا على من علمهم ودربهم وأثر فيهم وفي أخلاقهم وسلوكهم وعقولهم ومهاراتهم خيرا وفضلاً ويقولون لهم شكرا شكرا شكرا لكم على جهودكم المميزة والرائعة.
كلام من ذهب حين يقف المدير مع زملائه في الإدارة و العمل ويقول لهم : سوف نتعاون معكم بإذن الله تعالى لإنجاز كآفة المهام والمسؤوليات والأدوار ، فنحن فريق واحد ، كلنا ننجح ونفوز سوياً ، وكل التحديات والصعوبات والعقبات التي سوف نواجهها في العمل سوف نقوم بإذن الله تعالى بالتغلب عليها مع العزم والحزم والإرادة.
كلام من ذهب ؛ حين نقول للوالدين الأبوين الكريمين وقد بذلوا وعملوا وتعبوا كثيراً : جزاكم الله تعالى عنا خيرا، وأبشروا بالخير والسرور والسعادة القادمة بإذن الله تعالى .
كلام من ذهب ؛ حين تقول لكل من أحسن إليك شكراً شكراً شكراَ لكم وجزاكم الله تعالى عنا خيرا. فلن ننس فضلكم وإحسانكم علينا.
كلام من ذهب حين ترى وتشاهد وتعايش نعم الله تعالى عليك تترى في أطراف الليل والنهار وفي السهل والجبل وفي المدينة والقرية الحالمة الساحرة ، وما أنت ونحن فيه من الآمن والأمان والطمأنينة والسلامة والعزة والمنعة والبهجة والسرور والسعادة والأمل والبلد الآمن المطمئن
فتقول بلسان الحال والمقال وفق الله تعالى خادم الحرمين الشريفين
الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين لكل ما يحبه ويرضاه وجزاهم الله تعالى عنا خير الجزاء…
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض .