كُتاب الرأي

متقاعد ؟؟ .. لاتكلمني !! !

 

هذا السؤال يتعرض له كل من أحيل الى التقاعد بغض النظر عن ما يتبعه من عبارات الثناء أو الإنتقاص فهي تعود الى أخلاق السائل وما تربى عليه من قيم وسلوكيات ، ولكنهم في الغالب يتفقون على عدم إستطاعتهم تلبية طلب المتقاعد ، لعدة إعتبارات يأتي في مقدمتها تجاوزه السن النظامي في الحصول على تأمين شامل أو قروض بنكية بدعوى أن (( رجله في الحفرة )) على حسب المثل الشعبي الدارج والله المستعان !!!

الكثير من المتقاعدين يجدون صعوبة في التنقل من مدينة الى أخرى عبر الطرق البرية ولكنهم يجدون صعوبة أكثر حينما تحط رحالهم في أي مطار من مطارات وطننا العزيز لعدم إستطاعتهم إستيجار سيارة تؤمن تنقلاتهم وتساعدهم على قضاء حوائجهم داخل المدينة التي قصدوها رغم إمتلاكه رخصة قيادة سارية المفعول لعدة سنوات قادمة وكأنه إنتهت صلاحيته !!!

أيضاً عندما يتصل المتقاعد على أحد زملاء المهنة الذين لا زالوا على رأس العمل لطلب ما فإنه يحس بالجفوة ويشعر بالحزن نتيجة لعدم الإهتمام به وعدم تلبية مطالبه ولو بالقدر اليسير خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمساعدة أشخاص آخرين .

في المقابل نجد كثيراً من أجهزة الدولة رعاها الله إهتمت بالمتقاعد وخصصت له أماكن للمراجعه وموظفين للخدمة ومنحته بعضاً من المميزات في المستشفيات العامة والخاصة وتذاكر الطيران وجحوزات الفنادق ولكنها ضئيلة أمام تطلعات المتقاعد الذي يفتخر بالسنوات التي قضاها في خدمة وطنه .

كما أن المؤسسة العامة للتقاعد تقوم ببعض الجهود التي لا ترقى الى آمال المتقاعدين الذين يتزايد عددهم عاماً بعد عام .

كنت أتمنى أن تستفيد أجهزة الدولة من المتقاعد في الإستشارات بمختلف انواعها كونه صاحب تجربة وخبرة تجاوزت الثلاثة عقود وكان من الممكن إستحداث محاضرات للمتقاعدين في المدارس والمعاهد وأماكن التدريب لتسليط الضوء على خبراتهم السابقة وتجاربهم الثرية والإستفادة منها فيما يعود بالنفع على الوطن والمواطن .

وقد شاهدت بأم عيني في دول الغرب والشرق معاهد تدريب يديرها متقاعدون تحت إشراف أجهزة رقابية .

ما كنت أنوي قوله أن التقاعد ليس نهاية المطاف ، بل هو بداية مرحلة مختلفة من الحياة يجب أن يستغلها المتقاعد وأن يعيش المرحلة بأفضل ما يكون، وأتمنى على الجهات المسؤولة مساعدة المتقاعد مادياً ومعنوياً كونه عمل جل حياته موظفاً يخدم وطنه بكل أمانه وإخلاص سواء في القطاع العام أو الخاص وحق له أن يحصل على جُلّ الإحترام وجزيل التقدير إضافة الى مزيداً من التسهيلات المادية والمعنوية ودمتم سالمين .

كتبه ✍
عبدالله بن سالم المالكي
كاتب رأي ومستشار أمني
الثلاثاء 14 / 5 / 2024

عبدالله سالم المالكي

لواء.م - كاتب صحفي - مستشار أمني

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى