كُتاب الرأي
ابتلاء ونجاة..
ابتلاء ونجاة..
إن الإنسان يتعرض بين مدة وأخرى لمشكلات وضغوط، إما تخص الأسرة أو العمل أو بين الأصدقاء..
لكن ليس كل إنسان قادرًا على تحمل أي مشكلة يقع فيها، فكلما اشتد الابتلاء صعب تحمله..
إن تقبل المصيبة والتفكير بها كل الوقت والانشغال بها عن بقية حياتك ليس بالأمر الهين،
لذلك فإن الواقع في أي مصيبة يجب أن يكون صابرًا حكيمًا يحكم التصرف واتخاذ القرارات.
كم مرة شعرنا أننا قد وصلنا إلى النهاية وأننا سنهلك لا محالة؟ لكن لطف الله أعظم دائمًا، هي مدة من العمر قد تطول وقد تكون قصيرة لكنها ابتلاء، وكلما عظم الابتلاء وصبر الفرد كان الجزاء أكبر وأعظم.
صحيح أن المصائب الكبيرة تنسيك العيش بسلام، وتقفل في وجهك أبواب الفرح والهناء، ولن يهدأ لك بال حتى تنحل العقد ويأتي الفرج من الله -عز وجل-.
لكننا في ظل تلك الأزمة نعلم يقينًا أنها ستنتهي مهما طالت، وأن العوض سيكون أكبر وأعظم، هذا ما يجعلنا صابرين قنوعين بقدر الله، مطمئنين لحكمه -سبحانه وتعالى-.
كل الناس تقع في المشكلات باختلاف أنواعها وأحجامها، لكن ليس كل الناس تتقبل مشكلاتها بالروح نفسها والتسليم لأمر الله.
ومن بين الناس أولئك الرافضون لابتلاء الله الساخطون على قدره، وهناك من يحاول التحمل فإذا شعر أنه لن يستطيع التحمل أكثر اختار طريقًا آخر للهروب من المصيبة، قد يكون خمرًا كما قد يصل إلى الانتحار.
كلنا نعيش صراعًا مع الحياة لكن ليس بالشكل نفسه، قوة الإيمان هي مفتاح لكل الصعاب، وإذا رضيت بما قدر الله لك ورضيت بالابتلاء فسيرفعه الله عنك.
كلما أدرك الإنسان مدى تفاهة الدنيا وعظم الجزاء كان أكثر صبرًا وتحملًا؛ لأنه يعلم أن البلاء مهما طال فهو زائل، وأن الحياة لا يمكن أن تستمر على حال واحد، وأن الله كريم رؤوف بعباده، وما ابتلاك إلا ليفرحك أكثر مما تتوقع.
فلنصبر ونحتسب.. “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ”.
