كُتاب الرأي

(متى سيفوز ترامب بجائزة نوبل)

(متى سيفوز ترامب بجائزة نوبل)

محمد سعد الربيعي 

  من دون شك فالرئيس الامريكي دونالد ترامب يعرف أهمية المملكة ودورها الاقليمي والدولي في العالم وبالذات دورها الاسلامي وفي العالم الاسلامي تحديداً ، وكذلك بين كل الجاليات الاسلامية في العالم حتى في عقر دار السيد ترامب ، هو يعرف مدى ومقدار وأهمية المملكة اسلامياً  ، وكذلك كل الرؤساء الامريكيون الذين تعاقبوا على البيت الابيض ، ومن قد يترشح بعد ترامب لرئاسة امريكا فهو يعرف مقدار وأهمية المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة .
      أتحدث في هذا المقال وأنا اعرف أهمية دولتي بين دول العالم التي زرت الكثير منها ووجدت أن لدولتي أهمية خاصة بين شعوب العالم سواء كانت تلك الشعوب شعوب دول اسلامية أوجاليات اسلامية في دول غربية وشرقية ، وكذلك بين كل تلك الدول سواء كانت أمريكية أو اوربية او اسيوية وكل دول القارات ، وجدت فضل المملكة يعم الكثير من تلك الاقطار العالمية ، وكذلك لبعض مواطنيها الذين ربما كتب لهم القدر ان يعملوا فيها أو يتعاملوا  معها من خلال دولهم ، ناهيك عن المسلمين في كل أقطار العالم الذين توليهم المملكة إهتمامها ، والاهتمام بمشاعرهم الاسلامية التي ترعاها هذه الدولة ذات الفضل الكبير على العالم بأجمعه .
  المملكة العربية السعودية دولة سلام ، وهي ترعى الدين الاسلامي الحنيف الذي يأمر بالسلام والعيش بين سكان هذه المعمورة بسلام ، هي خادمة للدين الاسلامي وراعية لبيوت الله في كل أصقاع العالم وهذا وجدته في كل الدول التي زرتها وهي بالمئات حتى في الدول الغنية سواء كانت اوربية او امريكية ، المملكة هي من ترعى تلك الاماكن الاسلامية من مساجد ومراكز اسلامية ومدارس وكل مايهم امر المسلمين ، من حيث إقامة الشعائر الاسلامية وأماكن العبادات في كل دول العالم ، وتأمين رواتب القائمين عليها وتزويد بيوت الله بالمصاحف والتراجم التي تساعد سكان تلك الدول في معرفة الاسلام ، هي تعمل كل ذلك دون أن تصرح أو تدبج المقالات والمزاعم لتُري العالم ماتقوم به من خدمة للاسلام والمسلمين .
     ومن هذا المنطلق تكون أهمية دولتي التي ترعى الاسلام والمسلمين  الذين قد يتجاوزون المليارين في العالم وهي سندهم بعد الله سبحانه وتعالى في حفظ الاسلام وخدمة الحرمين الشريفين وبيوت الله في كل دول العالم ، وهي ترحب بهم وتذلل كل العقبات في سبيل وصولهم لمكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء فريضة الحج وشعيرة العمرة لكل مسلمي العالم .
    الشاهد من المقال هو مايجب أن يعرفه السيد ترامب عن المملكة وهو بالتأكيد يعرف ذلك ، ولكن الدولة العميقة هناك قد تؤخر أو تمنع ترامب وغيره من رؤساء امريكا بالمسارعة في مد أياديهم لأيادي حكام هذه البلاد الطاهرة ، والتحدث معهم بصراحة مطلقة عن السلام ودون مواربة فقد قالها جيمي كارتر وكلينتون وصرحا بأنهما لم يسمعا قولين من المملكة أو حديثين عن السلام في المنطقة أحدهما ظاهراً للاعلام والاخر خلف ردهات البيت الابيض ، وأكدا ان المملكة هي صاحبة الكلمة الواحدة  في قضية الشرق الاوسط التي تمثل السلام في المنطقة والعالم بأجمعه حيث بقيت هذه القضية معلقة منذ مايزيد عن ثمانون عاما .
      أقول اذا كان السيد ترامب يرغب في ان يحصل على جائزة نوبل للسلام فعليه القدوم للرياض ومد يده لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أيده الله ، وولي عهده الامير محمد بن سلمان يحفظه الله ، وأن يقنع القيادة في اسرائيل مهما اختلف سواء كانت يمينية او يسارية بالسلام مع العرب ، والاعتراف بدولة فلسطين ، عندها سيعم العالم السلام وتنعم المنطقة بالاستقرار ، وتتجه للتنمية ومايخدم البشرية خاصة وان دولة اسرائيل لديها من الامكانيات الكبيرة التي تجيرها لمايخدم شعبها بدلاً من توجيهها لدعم الحروب والقتال الذي لن ينتهي طالما وهي لم تعيد وتعترف بالدولة الفلسطينية .
        عند بلوغ السيد ترامب هذا الهدف الدولي والانساني ، وقدرته بجمع الطرف الاسرائيلي مع العرب وبالتحديد مع المملكة بالذات التي ستفتح لدولة اسرائيل اعتراف كل العالم الاسلامي بها ، شريطة أن تعترف اسرائيل بدولة فلسطين على حدود 67 وتكون عاصمتها القدس الشرقية ، عندها سيعم السلام ، ويستطيع السيد ترامب أن يفوز بجوائز العالم كلها خلاف جائزة نوبل التي يسعى من اجل الحصول عليها ، وعندما سيحقق ترامب هذه الرغبة الملحة لكل العالم من شرقه لغربه مسلمين وغيرهم سيحفر إسمه بالقوة في كل ذكريات التاريخ للاجيال القادمة في كل العالم وستكون هذه جائزته الكبرى التي ستبقى مابقي هذا الكون وخاصة عندما تخلص الاعمال والاهداف لدولة اسرائيل التي ترعاها امريكا وتستطيع أن تملي عليها بل تجبرها على ماتريد من إحلال السلام في منطقة الشرق الاوسط ، وهنا يفوز ترامب وتفوز امريكا معه ، ولكن عليه أن يتذكر أن رغب في ذلك أن يمد يده لحكام المملكة العظمي ، ووضع يده بيدهم للوصول لكل هذا الانجاز التاريخي الذي يستطيع أن يصنعه مع المملكة العربية السعودية.

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى