كُتاب الرأي

( مصر واقتناص الفرص )

 ( مصر واقتناص الفرص )

مما لاشك فيه أن مصر دولة عظيمة ، ولها دور في الشرق الاوسط وقضية فلسطين منذ القدم ، ولكنه منذ أزمة طوفان الاقصى وإرتماء حماس في الحضن الايراني خفت الدور المصري بل كاد أن يختفي حيث تصدرت الدوحة ادارة حركة حماس في غزه بالمال القطري وأمام أعين المخابرات الاسرائيلية ،  وكذلك المصرية التي لم تستطع أن تتدخل رغم ما يشكله التدخل القطري من خطر عليها خاصة ونظامها المصري ضد التوجه الاخواني الذي تقوده قطر في المنطقة وتتحدى به القاهرة .
  لايستطيع أحد أن ينكر الدور المصري المهم في القضية الفلسطينية منذ انور السادات وحسني مبارك اللذين أولياء قضية فلسطين جل إهتمامهما ، ولكنه كما أشرت منذ استلام الرئيس محمود السيسي لقيادة مصر ، ومع حدوث أحداث غزه لم نشاهد الدور المصري المطلوب أو المعروف بوقوفه في وجه اسرائيل ، بل كانت الادوار المصرية متماهية وليست كما كان معروفاً عنها أو متوقعاً منها ، أي أنها كانت في موقع المتفرج رغم أنها كما اشرت كان لها دور فعال وكان كل العرب ينتظرون منها كلمةً حاسمةً في وجه التخبط الاسرائيلي .
    إستطاع السيسي ومن خلال مابدر من تطور في احداث غزه نحو السلام ونجاحها أن يقتنص الفرصة ويرسل دعوة للرئيس الامريكي الذي مالبث أنه هو أيضاً أظهر رغبته بزيارة الشرق الاوسط وحضور توقيع السلام بين الفلسطينيين واسرائيل ، وبهكذا دعوة اتجهت الانظار للسيسي الذي غاب طويلاً عن احداث غزه ، ورأت فيه بعض الوسائل المحلية المصرية بأنه رجل المرحلة ، وأنه استطاع أن يقنع ترامب ومعه اسرائيل بالسلام وإنهاء الحرب .
  تطرقت في مقال سابق عن حماس وارادة السلام لجزئية مهمة عن مبادرة ترامب للسلام وأشرت في المقال أن السيد ترامب رأى أن اسرائيل تعيش عزلة دولية قاتمة ، وماحدث في أروقة الامم المتحدة ، وقيام المملكة وفرنسا بالوقوف خلف القضية الفلسطينية ، واعتراف أغلب دول العالم بدولة فلسطين جعل ترامب هو يبادر بهذه الخطة من اجل السلام خشية عزل اسرائيل عن العالم وربما امريكا لاحقاً إن لم توقف اسرائيل حربها على الفلسطينيين ، وكذلك لخشية ترامب من الموقف السعودي والفرنسي الذي يدعم حل الدولتين في فلسطين ، وهذا ماخرج على لسان الرئيس الفرنسي الذي ذكر بأن بعض بنود خطة ترامب أُخذت من الخطة السعودية الفرنسية التي تدعو للاعتراف بفلسطين وحل الدولتين
    لقد كان للمملكة العربية السعودية الدور الأبرز والمهم منذ حدوث طوفان الاقصى لانريد أن نتحدث في الماضي ودور المملكة في دعم قضية فلسطين ، ولكننا سنقتصر على دورها الاخير اي دور المملكة منذ طوفان الاقصى وماقامت به المملكة من جهود دولية لم تقف حيث بادرت بعقد القمم في الرياض ، وذهب وزير خارجيتها ولف العالم بأجمعه لحشد  الدول خلف المملكة ، ونتج عن ذلك اعتراف مائة وسبعة واربعون دولة بفلسطين ، وكانت فرنسا من الدول التي استطاعت المملكة إقناعها بل مشاركتها مع المملكة في الوقوف مع القضية الفلسطينية التي اعترفت هي فرنسا بها والمملكة المتحدة وأغلب دول اوربا والعالم أجمعه .
  لم تحاول المملكة أن تقتنص الفرص أو تسجل جهود الاخرين لها ، بل كانت دولتي المملكة العربية السعودية هي من تخلق الفرص وتثبتها لصالح قضيتها التي جالت العالم من اجلها واجل قضية فلسطين ، المملكة لم تتحين الفرص وتنقض على جهود الاخرين وتسجلها لنفسها أوتنسبها لجهودها بينما هي جهود الاخرين ، وهذا للاسف ماتمارسه بعض الدول وتحاول أن تنسب كل ما وصلت له القضية الفلسطينية الان لنفسها وهذا ماتربئ عنه المملكة ولاتمارس مثل هذه الاعمال الغير اخلاقية .
     تحدثت في المقال السابق عن جهود المملكة في قضية فلسطين ، وعرجت على الجحود الفلسطينية ومن كل منظماته وحتى من حماس التي للاسف تخبطت يمنة ويسره في توزيع الشكر حتى على ايران المورطة لها دون ان تشكر المملكة ، وهذا للاسف ليس بالغريب على الفلسطينيين فهم شعب جاحد ولا يعترف بالمعروف ، وكمال الخطيب في اسرائيل كل يوم يصب جام غضبه على المملكة وهو يعيش ويأخذ راتب من العدو الاسرائيلي ، وهذا للاسف ديدنه وديدن أغلب الشعب الفلسطيني.
        بالأمس عندما اعترفت بريطانيا بفلسطين تحول مكتبها أي مكتب السلطة في لندن الى سفارة لفلسطين في لندن ، وقام ممثلها هناك الفلسطيني حسام زمرط الذي يرأس البعثة الفلسطينية في لندن برفع العلم الفلسطيني على سفارتها هناك ، ووجه كلمة طويلة للحضور وشكر الشعب البريطاني ! والحضور ، ولم يتناول الدور السعودي الذي على إثره اعترفت لندن بفلسطين أو شكر المملكة خاصة وهو يمثل سلطة عباس التي تدفع لها المملكة كل شيء حتى رواتب دبلوماسييها في الخارج ومنهم زمرط!
    اذاً نحن أمام شعوب متناقضة ولاتعترف بالمعروف وربما كذلك أمام مسىولين ورؤساء دول يقتنصون الفرص وينسبونها لأنفسهم ، كل ذلك يجري في العالم حتى على مستوى امريكا التي تدير العالم ، ودولتنا ولله الحمد تدير نجاحاتها النجاح خلف النجاح ، وهي لاتريد شكراً من أحد ، والتاريخ سيسجل كل نجاحاتها وما حققته للعرب بشكل عام وللفلسطينيين بشكل خاص.

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى