أقلام ناشئة

أسمع صوتي أولًا

أسمع صوتي أولًا

أدخل المدرسة كلَّ صباحٍ محمّلةً بدفاتري وكتبي، وأحيانًا أثقل من ذلك بأفكاري.
قد أبدو أمام الآخرين طالبةً عادية؛ أضحك مع صديقاتي وأشارك في الدروس، لكن في داخلي عالمٌ مختلف، مزدحمٌ بأسئلةٍ لا يراها أحد.

في لحظات الصمت القليلة بين الحصص، أستمع إلى نفسي وكأنني ألتقي بها من جديد.

أكتشف أنني لا أريد أن أكون مجرد صورة تُرضي من حولي، بل أن أكون نفسي كما هي، بصدقها وتقلّبها، بقوتها وضعفها.

هناك من يحاول أن يُملي عليَّ كيف أتصرف أو ماذا أشعر، لكنني تعلّمت أن مشاعري تخصّني وحدي، وأن من حقي أن أعيشها كما هي، دون تبرير أو خوف.

الوعي بالنفس ليس رفاهية، ولا كلماتٍ منمّقة نرددها، بل هو قرارٌ يوميٌّ بأن أسمع صوتي الداخلي قبل أي صوتٍ آخر.

أن أسمح لذاتي أن تكون صادقة، حتى لو خالفت توقّعات الآخرين.

قد يراني البعض طالبةً عادية، لكنني أعرف حقيقتي جيدًا: أنا طالبة تعرف قيمتها، تؤمن بذاتها، وتختار أن تسير بثقةٍ في طريقها.
وهذا وحده كافٍ ليجعلني أفتخر بنفسي.

بقلم ✍🏻 أصايل اليزيدي

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى