وفاء وجمال
وفاء وجمال
عندما نريد أن نرمز إلى شيءٍ معيّن، نذكر أمورًا كثيرة؛ فالسيوف ترمز إلى القوة، والورود إلى الجمال. وخلقُ الله واسعٌ، أبدع فيه وصوّره أجمل تصوير. ومن بين مخلوقات الله كائن افتتن به العرب، فاعتزّوا به وأكرموه وأحسنوا رعايته، إنه رمز الجمال والقوة والأناقة والسيطرة: الخيل العربية.
لقد أبدع الله في تكوينها، فهي ليست مجرد حيوان للركوب، بل أنيس قد يُغنيك عن البشر. ومن أحسن رعايتها نال شرف لقب الفارس. وقد ورد ذكر الخيل في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، مما يدل على أهميتها وعِظَم مكانتها.
ورغم أن البعض قد يرى أنها لم تعد ذات فائدة في زمننا هذا، حيث اجتاح التطوّر العالم بالسيارات والطائرات والسفن والقطارات، إلا أن من ينظر إلى الخيل كما رآها النبي ﷺ سيقع في عالمها الساحر الذي لا يخرج منه.
فقد روى النبي ﷺ:
«أحبُّ الخيلَ إلى قلبي الأدهمُ الأقرحُ الأرثمُ، محجَّلُ الثلاث، مُطلقُ اليَمن، فإن لم يكن أدهمَ فكُمَيْتٌ على هذه الشِّيَة».
ومعنى الحديث: أن النبي ﷺ أحبَّ الخيلَ السوداء الداكنة (الأدهم)، التي لها بياض في ناصيتها (الأقرح)، وبياض في شفتيها (الأرثم)، وثلاثٌ من قوائمها بيضاء (محجَّل الثلاث)، وتبقى اليد اليمنى بلون الجسد. أمّا الكميت فهو الفرس الأسود المائل إلى الحمرة. وهذا الوصف الدقيق يُظهر مدى حب النبي ﷺ للخيل وإعجابه بجمالها.
وليس السقوط من على ظهر الخيل سقوطًا عاديًّا، بل هو سقوط فخرٍ واعتزاز، وتعلّم من الخطأ، ودليل على الفروسية. وقد خصّها الله بالذكر في سورة العاديات، فوصف جريها واندفاعها وصفًا بديعًا، مما يدل على شرفها ومكانتها.
إن الخيل العربية ليست مجرد مخلوق، بل هي رمز للأصالة والشهامة والأناقة والوفاء، وهي تمثّل العرب خير تمثيل.
بقلم ✍🏻 شوق عبدالله البقمي
