كُتاب الرأي

يوم المعلم 5 أكتوبر صانع الأجيال وعظمته عند الله

يوم المعلم 5 أكتوبر

صانع الأجيال وعظمته عند الله

بقلم الكاتبة/ جوهرة ال صالح

يُصادف الخامس من أكتوبر من كل عام اليوم العالمي للمعلم، وهو مناسبة عظيمة لتجديد العرفان والتقدير لمن
حملوا على عاتقهم أعظم رسالة بعد رسالة الأنبياء، وهي رسالة العلم والتعليم. فالأنبياء لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً، بل ورّثوا العلم، والمعلمون هم الامتداد الطبيعي لحملة هذه الأمانة الخالدة.
المعلم هو صانع الأجيال، يبني العقول قبل أن يبني المهارات، ويغرس القيم قبل أن يزرع المعلومات. ومن بين
يديه تخرج الأطباء والمهندسون والعلماء والفقهاء، فهو الأصل الذي تتفرع منه كل المهن والعلوم. ولذلك قيل: “من علّمني حرفاً كنت له عبداً”، إشارة إلى عظيم حق المعلم على طلابه ومجتمعه.
وقد رفع الله سبحانه وتعالى مكانة أهل العلم في كتابه الكريم فقا
ل (يَرْفَعِاللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)   ( المجادلة 11)
وفي الحديث الشريف جاء قوله صلى الله عليه وسلم
: “إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلّون على معلّم الناس الخير”، مما يدل على عظمة الأجر والمقام الذي أعدّه الله لمعلّم الخير.
إن احترام المعلم وتقديره واجبٌ شرعي وأخلاقي، فهو رمز للعطاء بلا حدود، وصاحب فضل لا يُقاس. وإهانته
أو الانتقاص من مكانته هو إهانة للعلم نفسه، واستخفاف بقيمة التربية التي تنهض بها الأمم. ومن حقه علينا أن نذكر فضله، وأن نرفع مكانته، وأن ندعو له في حياته وبعد وفاته.
ويأتي الاحتفال بيوم المعلم العالمي ليكون فرصة للتأمل في عظم الدور الذي يؤديه، وتجديد العهد على ردّ
الجميل بالوفاء والتقدير، ولتأكيد أن نهضة الأوطان لا تكون إلا بجهود معلميها، وأن بناء الإنسان هو أعظم مشروع يمكن أن ينجزه المجتمع.
ختاما
المعلم ليس مجرد مهنة، بل هو رسالة مقدسة ومقام عظيم عند الله، وواجب على كل فرد ومجتمع أن يكرّمه
ويعطيه مكانته اللائقة، لأنه بحقّ صانع الأجيال وحارس القيم.

كاتبة راي ومؤلفة

جوهرة حمزة آل صالح

كاتبة ومؤلفة ومشرفة ثقافة الطفل والقصص المتحركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى