أقلام ناشئة

بوصلة الحقيقة

بوصلة الحقيقة

في بداية رحلتي الدراسية، كنتُ أسير في المسار العام كغريبة بين جدرانه. كنت أحاول أن أُظهر الحماس، أبتسم وأتظاهر بالشغف، لكن في داخلي كان هناك فراغٌ ثقيل.
كل مادة أدرسها كانت تزيدني شعورًا بالضياع، كأنني أسير في طريق لا أعرف إلى أين ينتهي.

كنتُ أعيش دورًا لا يشبهني، وأخشى الاعتراف بأنني لا أنتمي إلى هذا المكان.
لم أجد نفسي في تفاصيله، ولا في محتواه، ولا حتى بين زحام من يسيرون فيه بثقة.

حتى جاء يومٌ وقفتُ فيه مع نفسي بصدق، وسألتها: إلى أين أريد أن أذهب حقًّا؟

حينها اخترت أن أترك الزيف، وأتبع ما يميل إليه قلبي. انتقلت إلى مسار إدارة الأعمال.

وهناك، ولأول مرة، شعرت أنني على أرضي. كل درس كان يضيء داخلي، وكل فكرة أتعلمها كانت تحرّك شيئًا عميقًا في روحي. لم أعد بحاجة إلى التظاهر… فقد عثرت على نفسي بين تفاصيل هذا الطريق.

أدركت أن الإصغاء للقلب ليس ضعفًا، بل هو البوصلة الحقيقية. ولو أنني تجاهلت صوته، لبقيت تائهة في طرق لا تنتهي.

بقلم / ✍🏻 لمار موسى

 

لمار بنت موسى

كاتبة رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى