كُتاب الرأي

الطلبة الموهوبون بين الاكتشاف والرعاية والدعم: حكاية وطنية ملهمة

الطلبة الموهوبون بين الاكتشاف والرعاية والدعم: حكاية وطنية ملهمة

الدكتور فيصل ابراهيم الصحفي 

الموهبة ليست مجرد هبة فردية بل هي ثروة وطنية تبنى عليها الأمم وتستثمر فيها الطاقات لتصنع فارقًا في مسيرة الحضارات. ومنذ تأسيس المملكة العربية السعودية كان الاهتمام بالإنسان أولًا إذ آمن قادتها أن الاستثمار الحقيقي هو في العقول المبدعة والطاقات الشابة. واليوم ونحن نعيش في ظل رؤية المملكة 2030 تتجلى أروع صور العناية بالطلبة الموهوبين في رحلة متكاملة تبدأ بالاكتشاف وتمتد إلى الرعاية وتترسخ بالدعم حتى يبلغوا مراتب الريادة العالمية.
1. الاكتشاف: البحث عن الكنوز الكامنة
إن الموهوبين يشبهون الجواهر المدفونة في أعماق الأرض تحتاج إلى عين خبيرة تكتشفها وإلى أدوات علمية دقيقة لتمييزها. ولهذا أطلقت المملكة عبر وزارة التعليم ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع موهبة برامج وطنية شاملة لاكتشاف الموهوبين منذ المراحل الدراسية الأولى. فالاختبارات الوطنية والمسابقات العلمية والأنشطة الإثرائية ليست مجرد فعاليات بل هي آليات مدروسة للكشف عن القدرات الخاصة في مجالات التفكير الناقد والابتكار والقيادة والبحث العلمي. وهكذا أصبح الاكتشاف خطوة أولى لرسم مستقبل مختلف للطالب الموهوب.
2. الرعاية: بناء بيئة حاضنة للتميز
بعد الاكتشاف تبدأ رحلة الرعاية حيث ينظر إلى الموهبة باعتبارها مشروعًا يحتاج إلى رعاية متكاملة تعليمية ونفسية واجتماعية. ولهذا وفرت المملكة مدارس وبرامج إثرائية متخصصة وأطلقت شراكات مع الجامعات العالمية واهتمت ببناء معسكرات علمية وابتكارية تنمي قدرات الموهوبين وتفتح أمامهم آفاق الإبداع والابتكار. الرعاية هنا ليست مجرد تعليم متقدم بل هي بيئة تحفز الفضول وتدعم الشغف وتصنع من الطالب الموهوب شخصية واثقة قادرة على قيادة التغيير.
3. الدعم: تحويل الطاقات إلى إنجازات
الدعم هو المرحلة التي يتحول فيها الحلم إلى حقيقة والفكرة إلى إنجاز. وهنا برز دور القيادة السعودية وصناع القرار الذين لم يكتفوا بالرعاية النظرية بل ضخوا موارد ضخمة ورسموا سياسات وطنية لتمكين الموهوبين. فأنشئت برامج الابتعاث النوعي وحاضنات الابتكار ومراكز البحث وجوائز التكريم ليصبح الموهوبون جزءًا من منظومة التنمية الوطنية. والنتيجة كانت واضحة طلبة سعوديون يرفعون اسم الوطن عاليًا في المسابقات العالمية ويقدمون ابتكارات نوعية تعكس صورة المملكة الجديدة الطموحة.
4. قصة وطن مع الموهبة
إن أجمل ما يميز تجربة المملكة هو أن الموهبة لم تترك للصدفة ولم تختزل في الأفراد بل تحولت إلى قصة وطنية ملهمة حكاية تبدأ من المدرسة وتمر عبر برامج رعاية متخصصة وتنتهي بإنجازات عالمية تسجل باسم المملكة. هذه الحكاية لم تكن لتكتب لولا إيمان القيادة بأن الموهوبين هم قادة المستقبل ولولا رؤية ثاقبة جعلت من تمكين الشباب محورًا للتنمية ومن دعم الموهوبين جسرًا لعبور المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة.

خاتمة
الطلبة الموهوبون في المملكة العربية السعودية ليسوا مجرد أفراد متفوقين بل هم قصص نجاح تروى وأمل وطن يبنى ورسالة حضارة تتجدد. وبين الاكتشاف والرعاية والدعم كانت هناك أجمل حكاية حكاية صنعها قادة عظماء ورعاها صناع قرار أوفياء لتبقى المملكة موطن الإبداع ومصدر الإلهام ووجهة المستقبل.

مشرف الموهوبين ومستشار تعليمي في تحديد المسارات المهنية وتحليل الأنماط

 

الدكتور فيصل ابراهيم الصحفي

كاتب رأي ومشرف الموهوبين ومستشار تعليمي في تحديد المسارات المهنية و تحليل الأنماط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى