رحيل المفتي العام السابق الشيخ عبدالعزيز آل الشي “إرث علمي وديني خالد “

رحيل المفتي العام السابق الشيخ عبدالعزيز آل الشي “إرث علمي وديني خالد ”
بقلم – محمد حلوي
اليوم ودّعت المملكة والأمة الإسلامية اليوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025م أحد كبار علمائها ورجال الإفتاء البارزين، سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المفتي العام للمملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء الذي ارتبط اسمه بالعلم والإفتاء وخدمة الدين على مدى عقود طويلة، ليترجل بصمت تاركًا إرثًا خالدًا من الحكمة والعلم.
نشأة وصبر
وُلد الشيخ في مكة المكرمة عام 1943م، وفقد والده صغيرًا، كما فقد بصره في ريعان شبابه، لكن نور العلم كان بصيرته وهدايته. تتلمذ على يد كبار العلماء، وتخرج في كلية الشريعة بالرياض عام 1964م، ليبدأ من هناك رحلة امتدت أكثر من نصف قرن في التعليم والتوجيه والإرشاد.
منبر عرفة وصوت الحجيج
عرفه المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها بصوته الخاشع وخطبته المؤثرة في مسجد نمرة بعرفة، حيث ارتقى منبر الحج الأكبر سنوات طويلة، فكان صوته في ذلك اليوم العظيم صدى لوحدة الأمة ورسالتها. لم يكن مجرد خطيب، بل كان لسانًا للأمة وناصحًا لها في مواقفها العظمى.
المفتي الثالث للمملكة
في عام 1999م، صدر الأمر الملكي بتعيينه مفتيًا عامًا للمملكة العربية السعودية ورئيسًا لهيئة كبار العلماء، ليكون ثالث من تولى هذا المنصب بعد الشيخين محمد بن إبراهيم آل الشيخ وعبدالعزيز بن باز. وعلى مدى عقدين، أدار دفة الفتوى بحكمة، وجمع بين عمق الفقه واعتدال المنهج.
علم يبقى بعد الرحيل
ترك الشيخ مؤلفات وخطبًا وفتاوى ستبقى مرجعًا للأجيال، من أبرزها الجامع لخطب عرفة، إضافة إلى مشاركاته الثرية في برنامج نور على الدرب. وكان من ورعه أنه يختم القرآن كل ثلاثة أيام، ليبقى القرآن رفيقه في حياته وعمله وفتاواه.
إرث خالد
برحيل الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، طوى التاريخ صفحة عالم جليل من علماء الأمة، لكن أثره لا يُطوى؛ فالعلم الذي نشره، والخطب التي ألقاها، والطلاب الذين تربوا على يديه، كلها شواهد باقية تنطق بحياة ملؤها العلم والعمل والعبادة .
كاتب رأي
الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جنته كان كنزاً في للعلم