عادي

عادي
نعيمة البدراني
في ظل العلاقات الاجتماعية والتعامل مع الأخرين وتداخل كلمات الاعتذار.
وفي الحوار والنقاش وتناوب المد والجزر في كلامنا وتوضيح أفكارنا وتبريرمواقفنا ونفي التهم واثبات الرأي
كل هذا لايخلو من كلمة (عادي)
ماتراه ( عادي )قد لايكون عاديا عندآخرين
عجبتُ من هذه الكلمة التي تتخلل الأحاديث وتعبر بين المواقف
أجدها تُرمى هنا وهناك متدحرجة بين ألسنة تغتاب ونميمة تقتات
دون مراعاة مشاعرنا وخواطرنا
فئةأعطت لنفسها حق بأن تكون ملائكة لا تعرف للخطأ بابا ولاتعترف به وكل مايُرى ويُسمع هو (عادي)
(عادي )لايستحق أن تغضب
(وعادي) لاتُعاتب
(وعادي) لاتأخذ الأمر على محمل الجد
(وعادي) لاأقصد
وكثير من العادي لديهم أطنان مبعثرة لايُلقى لها بالا
ولا إلى أين ستذهب؟
و عندما تطرق هذه العادي أبوابهم ينتابهم جنون الغضب والكرامة وصرخات الظلم المزعوم وتأتيك ألسنتهم زائرة وعباراتهم قاصفة
أليس عادي بالنسبة لهم؟
لهؤلاء كفاكفم سيرا على قلوبنا ونزع مابقى من صبرنا .
حين نقبل منكم (عادي )لايعني أننا لانستطيع رد الأذى
ولكن نترفع عن الغرق في محيط الحوار العقيم
نحن نصمت وعندما تتوالي الأخطاء
نغادر ولا نهتم لمن لايقدر ولايحترم أخلاقنا
عجيب أن تسمع كلمات التهكم والسخف وتتصنع خفة الظل على حساب آخر
اطلاق النكات على الأطفال وكبار السن وأجساد الناس وألوانهم وثقافتهم وعلى العاجزين والصامتين
وأصحاب الهموم
ثم سلب حق خجول لايستطيع المواجهة وآخر غير مهتم وآخر أبى عليه عقلةالراجح ألاّ يرد الكلمة بكلمة أو يغضب من كلمات القيت عليه تقليلا من شأنه أو إحراجاً له
عادي هي تذكرة غير المهتمين بعقول وقلوب الناس هي فرصة أذى وتنفيس ضغوطات نفسية على حساب المحترمين
تأتي كلمة عادي بعد الخطأ عابرة حدود الذوق والأدب اعتقادا أنها وسيلة تبرير.
هؤلاء المتسلحون بكلمة (عادي) غضوا الطرف عن خواطر تُطحن وأنفاس تختنق وقلوبا تُكسر
رفقا بنا فليس كل شي يعبر وينسى بكلمة عادي.