كُتاب الرأي

تهافت التفاهة

تهافت التفاهة

بقلم: علي الماجد

في أمسية أدبية، كثر الهرج حتى ذاب الثلج وبان المرج، التهافت على التفاهة في الأوساط التواصلية الاجتماعية وكيف جذب هؤلاء التافهون القنوات والإعلام حتى أصبح الحصول على موافقتهم الجليلة لحضور لقاء مكسبًا لتلك القناة، التي تدفع بسخاء لهم، كما تدفع لهم شركات الدعايات لترويج بضائعهم. حتى إن بعض هؤلاء التافهين أصبح علامة تجارية، بحيث وُضع اسمه على منتجات يتلهف عليها محبّو هذا التافه، في حين يتم تجاهل المثقفين وأصحاب العلوم المفيدة.

ولكن مهلاً، كل ما ذُكر سابقًا معروف، فما الجديد لكي أكتب هذه الأسطر…؟
أولاً: الخلط الكبير الذي حصل، فقد صنّف الحضور كل هؤلاء تافهين: من راقصة أو مغنٍ أو صاحب مقالب أو طاهٍ أو مروّجي المطاعم أوالفركانشيستا (فاشنيستا بأسلوبي).

ثانيًا:
لنسمي الأشياء بأسمائها الصحيحة.
الراقصات أو من يفضحن أجسادهن للإغراء والإعلان يعشن حياة الفن الذي يتممنّاه.
أما المغنون وأصحاب المقالب والفكاهة فهم مهرجون يحاولون إضحاك الجمهور بالأساليب المتوفرة، كما حاول أسلافهم في الأعوام السابقة. كل ما هناك أن الاسم تغيّر، من ممثل تافه إلى مشهور تافه. كانوا موجودين حتى في بلاط حكام وملوك عصور الدول الأموية والعباسية والعصور الوسطى في أوروبا وآسيا.
أما الطهاة ومروّجو المطاعم وأدوات التجميل فهم مسوّقون، مثلهم مثل مكاتب الدعاية والإعلان التي تقنعك أن شعرك لن يكون جميلاً لامعًا إلا إذا استخدمت شامبو الصبّار الأصلي الطبيعي (إنتاجهم طبعًا)، مع الملاحظة أن قيمة هذا الشامبو تعادل عشرة أشجار صبّار بإمكانك زرعها واستخدامها كيفما اتفق.

ثالثًا:
لا بد من الإقرار أن هناك حسابات مفيدة تنشر الشِعر والقصص والنوادر والنصائح العلمية والعملية والدينية والطبية. وهذه لم تكن لتجذب الشريحة الكبيرة من المجتمع، لولا وجود من ذكرتهم في الفقرات السابقة.

في لقاء آخر، تواجد فيه الكثير من الأدباء الذين تعاني مبيعات كتبهم من أنيميا حادة، صبّوا جام غضبهم على دور النشر، وأنها هي من دعمت نشر التافهة من الكتب حتى باتت هي السمة المسيطرة، وبعد أن كلّت أفواههم عن الهجوم، قلت لهم:
الزمن هو الحاكم النهائي على الكتب التي تستمر أو تتلاشى!!!

ثم تناولت قهوتي ورحلت، فلا طاقة لي للاستماع أو الجدال.

كاتب رأي

 

 

المهندس علي محمد الماجد

أديب وكاتب في الأدب الساخر

‫2 تعليقات

  1. شكرا لتسليط الضوء على هذه الظاهره الهدامة.
    صدقت…العام الغالب في ما يسمي ب “نجوم السوشل ميديا” أنهم يجتهدون في الهدم وليس في البناء.
    أهدافهم كتالي:
    # مشاهدات أكثر.
    # إنتشار أوسع.
    # تحصيل دخل مادي ممتاز ( Easy Money ).
    .
    أتمني أن يكون من قوانين الذوق العام:
    عقوبات ضد المحتويات الهابطة التي لا تبني شي في هذا الوطن العظيم.
    .
    أنت إنسان جميل و مفيد جدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى