كُتاب الرأي

التدرج في لهب الحياة

التدرج في لهب الحياة

رؤى مصطفى

كثيرًا ما ننشغل في حياتنا بسرعة الاستجابة، نبحث عن ردود عاجلة، وحلول فورية، وانتصارات سريعة.

لكن بعض المواقف تُعلمنا أن العجلة لا تمنحنا إلا وهجًا قصير العمر، تمامًا كما يفعل الموقد العادي الذي يشتعل في لحظة، لكنه قد يحرق أكثر مما ينضج.

على النقيض من ذلك، يقف الموقد الكهربائي كأستاذ صامت، يرفع حرارته ببطء، لكنه يظل ثابتًا، مستمرًا، لا ينهار ولا يخبو فجأة.
إنه يذكّرنا بأن هناك طاقة تُبنى بالتدرج، وصبرًا يتشكل في الخفاء، حتى إذا اكتمل كان أكثر رسوخًا وفاعلية.

لو تعاملنا مع رسائل الحياة ومواقفها بهذا المنطق، لأدركنا أن التريّث ليس ضعفًا، بل حكمة.

وأن الصبر ليس تأجيلًا، بل نضجًا يتطلب زمنه الخاص. وأن الردود البطيئة أحيانًا تحمل في داخلها عمقًا لا يقدر عليه الاندفاع السريع.

الموقد الكهربائي يعلّمنا درسًا فلسفيًا بليغًا: أن ما ينضج ببطء يدوم أثره، وما يُبنى على مهل يكون أكثر متانة. فالحياة ليست سباقًا نحو الاشتعال، بل رحلة نحو النضج والاتزان 🕊

كاتبة رأي

 

رؤى مصطفي الجعر

كاتبة رأي ومستشارة إعلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى