كُتاب الرأي

( خطيئة قادة حماس )

( خطيئة قادة حماس )

محمد سعد الربيعي

الحكاية ياسادتي الكرام بعد كل هذه المجازر والتهجير والهدم والتدمير لمدينة غزه ، والاعتداءات الاسرائيلية على الضفة ولبنان ، وماحدث مؤخراً في الدوحة من استهداف لقادة حماس الذين لازلنا الى هذه اللحظة لم نعرف الحي منهم من الميت ، وهو ما درجت عليه الحركة عند استهداف قادتها مثل محمد الضيف ويحي السنوار وغيرهم حيث تعترف بعد تناقل الخبر بين المقربين منهم أو تسربها لهدف إمتصاص الصدمات التي توالت على هذه الحركة ، وقادتها الذين تورطوا مع ايران وحزب الشيطان في لبنان الذين دفعاها للقيام بهجوم طوفان الاقصى الذي أحاط بغزه وأهلها ، ولازالوا يتجرعون كل انواع العذاب الاسرائيلي امام انظار العالم والولايات المتحدة بالذات التي تحمي هذه الدولة اليهودية المجرمة في حق الفلسطينيين والعالم أجمع.
        لا أعلم ماهو مدى الشعور بالألم الذي ينتاب أعضاء وقادة حركة حماس بعد هذه النتيجة المدمرة لعملية متهورة في نظر كل محلل استراتيجي لطوفان الاقصى ، وماهو شعورهم الحقيقي تجاه مايحصل الان  وخاصة أنه بدأت تضيق نتائج طوفانهم لأقصى حد ! حيث لم يكن الهدف الاسرائيلي غزه وسكانها الأبرياء بل تعدى الان لاستهداف القادة في الخارج لأنه تم الانتهاء من قادة الحركة في داخل غزه ، وبالتالي الان أقول ماهو شعور من بقي بعد الاستهداف الاخير في الدوحة  هل هم نادمون على تلك العملية الهوجاء لطوفان الاقصى ، أم يرون انهم انجزوا عملاً جيداً ، وهل هم مسرورين من هذه النتائج التي طغت على السطح الفلسطيني والعربي والدولي ، وعما اذ هم متفقون على تلك الرؤية سواء كانت سلبية أو ايجابية ، وهل سنرى يوماً من الايام محاسبة كل من خطط ووافق ونفذ هجوم طوفان الاقصى ، والاعلان عن كل مسوغات ودواعي قيامه ، والأطراف التي دفعت وأوعزت بذلك ، وكذلك الجهات التي دعمته داخلياً وخارجياً كإيران مثلاً وحزب الشيطان في لبنان ، وهل للدوحة دوراً في ذلك حيث هي كانت هي من تدعم حماس وتوزع عليها ملايين الشيكلات أمام اعين الموساد الاسرائيلي وينطبق عليها الان مثل جزاء سنمار ! وهل بمقدور قادة حماس الاعلان او التصريح للعالم بأن الموساد الاسرائيلي ونتنياهو تحديداً  هو من ورط حماس وبعض قادتها في هجوم طوفان الاقصى بواسطة بعض عملاء الحركة المرتبطين بالموساد الاسرائيلي .
        هذا من جانب ومن جانب آخر فإنه مما يؤسف له أن هذه الحركة ومنذ قيامها إرتمت في أحضان متطرفة من تنظيم الاخوان ، وحزب الشيطان في لبنان وايران ، وجهات اخرى تتاجر بالقضية الفلسطينية حتى من عناصر حماس نفسها التي إرتهنت للمال الحرام وإستحلته ، وكذلك من بعض الفلسطينيين الاخرين الذين إمتلأت خزائن حساباتهم البنكية في الخارج  بذلك المال دون أن تولي القضية الفلسطينية برمتها أي اهتمام فما بالك بغزه لدى تلك العناصر المأجورة والمعروفة فلسطينياً وعربياً ولازال الكثير منهم يتاجر بالقضية ويسترزق منها .
   إن المستجدات في هذه القضية ، وضرب الدوحة ليست بالغريبة على العدو الاسرائيلي فقد استهدفت اسرائيل ابو جهاد القائد الحركي الكبير في منظمة التحرير في تونس ، وكذلك خليل الوزير  بواسطة عملاء الموساد الذين وصلوا لهذين الهدفين المهمين واغتالتهما هناك رغم اهمية مواقعهما وحراستهما من منظمة التحرير ، كما إستهدفت قبل ذلك بسنوات كثيرة في مصر الامير الاحمر ابو حسن سلامة زوج ملكة جمال الكون حينذاك ! وكمال عدوان ويوسف النجار في عملية شارك فيها حينذاك يهود باراك رئيس الوزراء السابق في اغتيال الامير الاحمر وهو يرتدي زي إمرأة عندما كان أحد عناصر الموساد في نهاية السبعينات الميلادية ، خلاف العمليات الكثيرة والكبيرة التي تمت على الساحة اللبنانية لقادة من فتح وحماس .
    اعتقد أن حماس كانت ذاهبة في اتجاه تدمير غزه ، ونشر طوفانهم ليشمل الدول المجاورة أو دول المواجهة مثل مصر والاردن وسوريا ولبنان ، وهي بذلك تريد خلط الأوراق ، وهو ربما ماتم الاتفاق عليه مع نتنياهو حيث هو يبشر بالشرق الاوسط الجديد الذي لايخرج عن توجه حماس في توسيع دائرة الحرب لتشمل الدول العربية سواء كانت القريبة او البعيدة منها ، وكذلك هو هدف لربيبتها (ايران ) التي استبشرت خيراً بضرب الدوحة ، وهي تتمنى وهو المؤكد ان تستمر هذه العربدة الاسرائيلية وتشمل الان الاردن الذي توظف هي ايران تنظيم الاخوان المفلسين فيها بإثارة الفوضى ، وكذلك في سوريا التي قبضت جهاتها المختصة قبل يومين خلية لحزب ايران في لبنان كان موعزاً لها اطلاق صواريخ من الاراضي السورية تجاه اسرائيل تمهيداً لضرب الأخيرة ( سوريا ) من اسرائيل ، ومصر ليست بالبعيدة عن هذا التوجه الخبيث الذي تمارسه اسرائيل بنزوات حمساوية! وليس من البعيد أيضاً ان يستمر استهداف دول خليجية اخرى خلاف قطر التي كانت تتوقع أنها معصومة من الخطر !
       وفي ظل هذه العربدة الاسرائيلية ، وتخادم بعض الجهات والمكونات في المنطقة من حركات كحماس وتنظيمات كإخوان ، ومكونات شيعية ودرزية ، وبعض أنظمة دول في الشرق الاوسط مع اسرائيل تُعقد منظمة المؤتمر الاسلامي اجتماعها بعد يومين في الدوحة لمناقشة الهجوم الاسرائيلي الارهابي على قطر ، والمنتظر أن يكون هناك إجماع اسلامي ضد هذه الغطرسة الاسرائيلية وتحديها المجتمع الدولي ، ولعل في استخدام هذه الورقة الاسلامية بالضغط على الدول الاوربية وامريكا الراعية لهذه الدولة الارهابية مايعيد التوازن في الشرق الاوسط ، ويخلق بعض الفرص التي ترعى السلام خاصة وأن جهود المملكة الحثيثة مع فرنسا أدت لتمهيد الطريق لحل الدولتين في القرار الأممي الذي صدر قبل يومين بتأييد مائة وإثنان وأربعون دولة خلاف ماسيتم بمشيئة الله في الاجتماع القادم لهيئة الامم المتحدة من اعتراف دول عالمية جديدة بدولة فلسطين على إثر جهود قادتها المملكة العربية السعودية مع دول شقيقة وصديقة كان لها الأثر الفعال في خدمة قضية فلسطين والإعتراف الدولي بها.

كاتب رأي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى