* صوتُ الحزم ، وقصيدةُ الولاء !!*

* صوتُ الحزم ، وقصيدةُ الولاء !!*
* عبدالمحسن محمد الحارثي *
يُعد الدكتور أحمد آل طارش من القامات الأدبية البارزة في المملكة العربية السعودية، فهو كاتب وشاعر وأديب يمتلك قلماً رصينًا وفكرًا وطنيًا يعكس صدق الانتماء وعلو الثقافة ، وله عِدَّة مؤلفات.
تميّز الدكتور أحمد بأسلوبه الشعري القوي، وحرصه على تسخير الأدب في خدمة قضايا الوطن والقيادة، وقد جسّد ذلك في قصيدته المؤثرة التي كتبها دعمًا ومساندةً لموقف ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – حين ردَّ بحزم وكرامة على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي قال: “خذوا الفلسطينيين وكونوا لهم دولة في السعودية”، فجاء رد ولي العهد رافضًا ومُعبّرًا عن موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية، ومكانة السعودية التي لا تقبل المساومة.
هذه اللحظة التي حاول فيها العدو أن يُزايد على مواقف المملكة ؛ خرج صوت الحزم والعقل، صوت ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ليجدد الموقف السعودي الثابت تجاه القضية الفلسطينية، رافضًا أي تنازل عن الحقوق، أو التفريط في السيادة والكرامة.
ومن خلال هذا الموقف البطولي لولي العهد ؛ جادت قريحة الدكتور أحمد آل طارش ، وقد كانت قصيدته ؛ تعبيرًا أدبيًا عميقًا عن ذلك الموقف الشجاع، عكست صدق الانتماء والولاء، وأكدت دور الكلمة في نصرة المبدأ والدفاع عن الكرامة والسيادة ؛ فكانت هذه الأبيات :
الأمير الجبل :
سر لا كبا بكَ لا خيلٌ ولا جملُ
أيا محمدُ يا شمَّاخُ يا جبلُ
سر إن قومَكَ قد حنوا إلى بطلٍ
يقودهم في زمانِ البغي يا بطلُ
خذ رايةَ الحقِّ وارفعها مُجَنِّحةً
مبسوطةً في سماء الله تبتهلُ
أيا محمدُ يا من جئتَ في زمنٍ
تقاعسَ الأُسْدُ حتى سادها الحَمَلُ
يا شَهمُ يا جَلدُ يا صنديدُ يا أسداً
منه الضباعُ توارت وانتهى الدجَلُ
وقفتَ كالطودِ لا ترعى مكائدَهم
وكم تنادوا نباحاً كلما فشلوا
كم يرغبونَ ولو بالطرفِ ترمِقُهم
لكنَّ هيهاتَ من بعض الثرى زُحَلُ
أنت ابنُ سلمانَ من بالحزمِ حاصرهم
وأنتَ بالعزمِ تكوي من بهِ دَخَلُ
حميتَ حوزةَ هذا الدينِ إذ لبسوا
نفاقَهم وطَلَت أخشابَهم دُوَلُ
تدثروا فيه والأفعالُ تفضحُهم
وخاب من ظنَّ أنَّ الأُسدَ قد غفلوا
أبناءُ عبدِالعزيزِ البيضُ ديدنُهم
أنَّ النوايا إذا لم تَبدُ قد جهلوا
أما إذا طفحت أوزارُهم وبدت
أضغانُهم فبحكم الله قد عدلوا
وللجروحِ قِصاصٌ في شرائعهم
والأملحُ اليومَ يَشفي من به خَطلُ
أيا محمدُ هذا الشعبُ بايعَكم
فسر كما شئتَ فالراياتُ تشتعلُ
قدنا فما نحنُ إلا جندُكم ولكم
في الحق نُجري دمانا ما بنا كللُ
ونحن للدينِ صاغ الله معدِنَنا
رداؤنا النُبْلُ والأخلاقُ والمُثُلُ
قدنا إلى المجدِ ما دامت جماجمُنا
ولا توانيَ مهما طالتِ السُبُلُ .
كاتب رأي
دائما مبدع الكاتب والأستاذ عبد المحسن الحارثي في كل جديد