كُتاب الرأي

من مؤشرات الإنجاز

 من مؤشرات الإنجاز

عادة ما يرضى بعض الناس بما حصلوا عليه ! وما تحققت لهم من الأهداف والمقاصد العالية السامية والعظيمة ، والتي تعتبر المرحلة قبل الأخيرة من مراحل الإتقان والتجويد للخطط الحياتية المرسومة قبل الإنطلاق !
وتحديد الأهداف والمقاصد العالية ، والتي تتصف بالتحديد الجيد والإتقان و تعبر عن الطموح ويمكن قياسها وتحديد زمن إنجازها كل ذلك يساعد في تحقيق الإنجازات والوقوف على نتائج التطلعات!
من الطبيعي في الحياة الإنسانية أن يتباين ويختلف الناس في تصورات وأفكار الإنجازات ، وكذلك في أنواع وأشكال تلك الإنجازات ، ومدى عمق وقوة الإنجازات! ومدى سطحيتها وفوائدها التي تعود على أصحابها!
إن تحقيق الأهداف والمقاصد العالية السامية والعظيمة المخطط لها على أرض الواقع الحقيقي والتي تتجاوز الواجبات والفروض على مستوى الأفراد أو على مستوى الأسر الكريمة والعوائل المحترمة أو على مستوى المؤسسات والشركات هو ما يعرف بالإنجاز!
وهي في حقيقتها الإتجاه والمسار الصحيح والبوصلة الحقيقية نحو تحقيق الذات والنفس وتحقيق الشخصية القيادية الناجحة !
يرى بعض الناس أن استيقاظه مبكراً وذهابه إلى عمله اليومي ، والمحافظة على ذلك العمل بالدوام فقط هو
الإنجاز الكبير والعظيم. له ! وهو يشكر نفسه العظيمة والكبيرة على ذلك ! بل ويجب على الناس شكره وتقديره على ذلك العمل العظيم! في نظره هو !!.
كذلك ترى بعض الزوجات الكريمات أن قيامها بأدنى الواجبات المنزلية تجاه زوجها وأولادها هو الإنجاز العظيم وعلى الجميع أن يرفع إليها آيات الشكر والتقدير والثناء على ذلك العمل العظيم!! رغم القصور الواضح في كثير من الواجبات في المنزل والزوج والأولاد!
يدير بعضهم بعض المؤسسات والشركات ! ولا هم له سوى الحضور والانصراف للموظفين والعمال ومراقبة طاحونة الهواء ! دون جودة أو تجويد في المدخلات وزيادة في المخرجات والإنتاج وإضافة بصمته الشخصية القيادية الحكيمة من التميز والإبداع
ومع ذلك ينتظر من الجميع عبارات الشكر والتقدير والثناء ! على ماذا لا ندري !!
تعمل في قطاع من القطاعات السنوات الطويلة المديدة ومع مرور الأيام الطيبة والليالي الجميلة ولا يقف لك
 أحد على إنجاز مميز ورائع وجميل ومبدع ! ولا حتى إضافة مميزة في ذلك القطاع !
 فماذا كنت تعمل طوال تلك الأيام والليالي؟! وماذا أنجزت لنفسك ؟! ولعملك ؟! ولأهلك ؟! وللقطاع الذي تنتمي إليه ؟!
كما يتباين الناس فيما يملكون من الطاقات والقدرات والمواهب والملكات كذلك يتباينون في التخطيط والتنظيم والمتابعة والمراقبة وتحقيق المستهدافات من تلك الخطط وتلك البرامج والمشاريع والتي أنفقوا من أجل تحقيقها الغالي والنفيس !
وما تراه بالنسبة لك هو الإنجاز العظيم ! قد يراه غيرك هو تحقيق لهدف عادي وعادي جدا كذلك ! فالعبرة بما يمتلك الإنسان من وفرة الطاقات والقدرات والمواهب والملكات السليمة وعلى ذلك تقيم مؤشرات الإنجاز!!
وفي ذلك المعنى يقول شاعر العربية الكبير والعظيم أبو الطيب المتنبي رحمه الله تعالى رحمة واسعة:
أَرى كُلَّنا يَبغي الحَياةَ لِنَفسِهِ
حَريصاً عَلَيها مُستَهاماً بِها صَبّا
فَحُبُّ الجَبانِ النَفسَ أَورَدَهُ التُقى
وَحُبُّ الشُجاعِ النَفسَ أَورَدَهُ الحَربا
وَيَختَلِفُ الرِزقانِ وَالفِعلُ واحِدٌ
إِلى أَن يُرى إِحسانُ هَذا لِذا ذَنبا
ولذلك تبقى للناس إنجازاتهم وأهدافهم ومقاصدهم المحترمة وهي الغالية عليهم ! والتي يخوضون غمار الصعاب و البحار في سبيل تحقيقها والحصول عليها ، والفرح والسرور والسعادة بها !
ولذلك نؤكد على أن هناك عدداً من المؤشرات والعلامات التي تؤكد أن تلك الإنجازات والنجاحات هي حقيقية ومن ذلك :
أولاً: الإستمرار في تنفيذ وتفعيل الخطة سواء كانت تلك الخطة هي الخطة الشخصية أو المالية أو الأسرية الإجتماعية أو غيرها .
ثانياً: التغلب على عدد من التحديات والصعوبات والعقبات التي تواجه وتعيق تنفيذ وتفعيل الخطة وتحقيق الأهداف والمقاصد.
ثالثاً: تظافر جهود فريق العمل أو التعاون بين أفراد الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة في السير نحو تحقيق الأهداف والمقاصد العالية السامية.
رابعاً: التقويم المستمر للأداء في تنفيذ وتفعيل الخطة سواء كانت الخطة الشخصية الفردية أو المالية أو الاجتماعية أو الثقافية أو غيرها ..
خامساً: تحقيق الأهداف والمقاصد العالية الحقيقية وإمكانية قياسها وتحديدها بدقة عالية .
سادساً: الوقوف على كآفة تلك الأهداف والمقاصد العالية التي تم التخطيط والتنظيم والمتابعة والمراقبة لها .
سابعاً: التقويم الحقيقي لمراحل تلك الإنجازات والنجاحات حتى الحصول عليها والظفر بها …
ثامناً: التفاؤل الدائم وحسن الظن في تحقيق تلك الإنجازات والنجاحات في تلك المجالات المحددة.
تاسعاً: الثقة بالله تعالى في التوفيق والسداد والبركة والنجاح والتفوق والجودة العالية فيما خطط له ! وبذلت في تحقيقه الجهود الطيبة المباركة.
عاشراً: الرضا والقناعة – بعد بذل جميع الأسباب الممكنة – بما وفق الله تعالى العبد المسلم إليه !
وبما سدده وأكرمه وأعانه على مستوى المجال الإيماني العبادي أو مستوى المجال العلمي المعرفي أو المجال المالي أو غيرها من المجالات الطيبة الحسنة .

   المصلح والمستشار الأسري

   د. سالم بن رزيق بن عوض

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى