كُتاب الرأي

(هل تبخرت احلام ترامب )

(هل تبخرت احلام ترامب )

محمد سعد الربيعي 

لعل الاحداث المتسارعة في العالم والعربدة الاسرائيلية في منطقة الشرق الاوسط وقفت في وجه احلام السيد ترامب الذي كان يتوقع بل كان يقولها بالفم المليان أنه سيعيد العالم لسابق وضعه عند استلامه للسلطة في الولايات المتحدة الامريكية .
لقد مضى على استلام الرئيس الامريكي السيد ترامب السلطة في الولايات المتحدة الامريكية كرئيس لها مايزيد عن سبعة اشهر وثلاثة وعشرون يوما ، ويبدو أنه يقف عاجزاً عن تحقيق تلك الأولويات التي تحدى فيها العالم ، وأكد على قدرته بإيقافها وهي على الاقل الحدثين المهمين اللذين يهزان العالم هزا الآن  ، ولعل الاول هو حرب غزه التي كان يتوقع بل يؤكد أنه سيوقفها في يوم واحد أو بإتصال على نتنياهو ، وبهكذا تصوره تنتهي المشكلة ، والحدث الآخر هو ايقاف الحرب الروسية الاوكرانية التي تحدث عنها كثيرا، ووصم قيادة سلفه بايدن أنها هي أسباب تلك الحرب الرئيسية وميوعة تعامل فريقه معها .
  لعل المتابع لما يجري من أحداث عالمية يرى أن نتنياهو زج بالسيد ترامب في الحرب الايرانية الاخيرة ، حيث هو من بدأ الحرب ، وبدأ يستغيث بأمريكا عندما توقع هزيمته امام الصواريخ الايرانية ، تحت ذريعة عدم قدرة الألة الحربية الاسرائيلية بتدمير المنشآت النووية الايرانية ، وهنا زُج بالسيد ترامب في هذه الحرب التي خرجت منها ايران رغم قوة التدمير الذي واجهته منتصرة أمام العدو الاسرائيلي الذي تلقى ضربات مؤلمة وهرب نتيجتها أغلب الشعب الاسرائيلي  لولا منع حكومته ( لشعبها ) من مغادرة اسرائيل .
     إستعصت غزه عن الحل الترامبي  الذي وعد به ناخبيه والشعب الامريكي والشعوب العربية والاسلامية والمحبة للسلام بصورة البرق ، كما كان هو يتوقع أن تستمع له الحكومة الاسرائيلية ، وتنفذ طلباته بإيقاف المجازر التي ترتكبها في غزه ، والعودة لصوت العقل ، وايجاد الحل الامثل لهذا الخلاف الذي يمتد لما يقارب القرن ، وحل الدولتين التي تسعى له دول العالم وتقوده المملكة العربية السعودية التي نجحت مساعيها في تذليل الكثير من المعوقات والعقبات في طريق الاعتراف بالدولة الفلسطينية .
  ارتكب السيد ترامب أخطاء كبيرة في تعامله مع أحداث غزه أولها ماذكره عن تهجير أهلها الأصليون عندما أشار في كلمته امام نتنياهو الذي زاره عند استلامه للسلطة في البيت الابيض ، وقال بأن الحل في ايقاف حرب غزه تهجير أهلها واستبدالها بمكان آخر لهم ، وهذه كانت كبوه لترامب استغلتها اسرائيل التي تُحظى بكل دعم وتأييد امريكي ، وإستمرت في تغولها في المنطقة تحت عين السيد ترامب وفريقه السياسي الذي لايعبأ بما يحدث من تجاوزات اسرائيلية .
الشاهد من هذا المقال أو مادعت الكتابة له هو استهداف قادة حماس في الدوحة ، الدولة التي تُحظى بحماية امريكية ، بل تقع فيها أكبر قاعدة امريكية في الشرق الاوسط ، ولعل الحديث عن هذا الاعتداء الارهابي الاسرائيلي هو مايمثل خيانة اليهود المعروفين بها منذ الأزل فهم لايحفظون العهد ولا يؤمن شرهم بل هم قتلة الانبياء والمرسلين على مر هذه العهود الزمنية في هذا العالم .
      دولة قطر رغم محاولة قيادتها  إيجاد سلام دايم وحل لقضية غزه واطلاق سراح المخطوفين ، وايقاف المجازر الاسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وهي تعمل كطرف قطري مع المصريين والامريكان في حلحلة تلك الجهود ، وايجاد مخارج سياسية تؤدي في النهاية لايقاف حرب غزه ، ولكنه كما أشرت لخيانة اليهود للعهود ومعرفة المخابرات الاسرائيلية للدوحة بشكل كامل للاسف نتيجة تردد خبرائهم الذين لايخلون من عناصر موسادية تمكنت من التخطيط لهذا العمل الارهابي الذي لايحدث في العالم إطلاقا، حيث تجري الحروب بين الدول ، وتوجد الفرق السياسية بين الاطراف المتحاربة ، ويحافظ عليها كمعاهدات دولية دون الاستهداف حتى ولو تمت الاجتماعات والمناقشات في البلدين المتحاربين حيث يظل أعضاء وافراد وعناصر  هذه الفرق السياسية تحت الحماية الدولية ، وكذلك الدولة المضيفة وبعيدة عن الاستهداف .
   اذاً ماحدث في الدوحة هي عربدة اسرائيلية لاتكترث بأي معاهدات دولية وسياسية ، ولا أستبعد بل من المؤكد أن الادارة الامريكية لديها إحاطة من اسرائيل قبل الهجوم الارهابي على الدوحة ، وما حاولت تبريره او الاتصال بالقيادة القطرية بعد الضربة مباشرة ماهو الا محاولة حفظ ما وجه هذه القيادة الامريكية  امام دولة حليفة زُجت امريكا فيها مرة ثانية ودون رضاها لتحقيق نزوات نتنياهو المريضة .
     لننتظر ماذا ستسفر عنه الايام القادمة من اجتماع اسلامي كبير في الدوحة ، ومناقشات مجلس الامن الدولي حول عربدة اسرائيل في المنطقة ، وهل لدى امريكا وقائدها السيد ترامب ايقاف هذه العربدة ولجم القيادة الاسرائيلية ، ومنعها من الاستمرار في اعمالها الارهابية التي تجاوزت كل الحدود والاعراف الدولية ، أم أن القيادة الامريكية ستغض الطرف وتطلق العنان لنتنياهو بمواصلة هذه العربدة والارهاب الدولي التي تقوده اسرائيل  .
          وكخاتمة لهذا المقال لايوجد أية مؤشرات على السطح تبشر بالخير لدور امريكي واضح يحقق ماذهب له السيد ترامب أثناء حملته الانتخابية من تحقيق أو بالاصح ايقاف حرب غزه التي أدمت قلوب العالم أجمع نتيجة الارهاب الذي تقوده حكومة نتنياهو امام الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ، ودول اوربا والصين وروسيا ، وامريكا الراعية لهذه الدولة التي تمارس الارهاب ضد الشعوب والدول.

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى