كُتاب الرأي

صديقي “م”

صديقي “م”

​أحد الأصدقاء، وهو خارج عالم الكتابة بالطبع، استغنى عن جميع الأحرف الأبجدية في 90% من حواراته واختصرها بحرف واحد، وهو “م”. حتى أنني أطلقت عليه اسم “م” في جوالي.
​هو بكل بساطة يستخدم هذا الحرف دائماً، وكل الفرق هو تكراره أو أسلوب نطقه، فمثلاً:
​”م” قصيرة معناها: أكمل.
​”ممممممممم” مع سكون في الأخير، تعني أن كلامك أعجبه.
​”ممممم” عادية يتبعها “مممممم” قوية، فهذا يعني أن كلامك أعجبه بقوة.
أما “ممممممممم” مع فتحة في الأخير، فتعني أن كلامك لم يعجبه ولم يقتنع به.
​”م م م م” معناها استحثاث على الرد الفوري، وهذه يستخدمها بقوة في الاجتماعات.
​أما “م م م” فهي تشبه السابقة ، عدا أن الفارق الزمني بين “م” و “م” هنا أطول، ويعني أنه منشغل بأمر ما ولا يريد أن يقاطعه أحد.
​”م” بنبرة عالية ثم توقف مفاجئ، معناها: احذر، هناك خطر أمامك. ولو كنت أشك أن أي شخص سيتأثر بهذا التحذير المبهم.

​أما “مممممم” وهناك ما يشبه التنهيدة في الأخير، فهو قد التقط فكرة أعجبته.
​أما “مممممم” حادة، فمعناها مفاجأة وضحك وسعادة.

​الملاحظة أن هذا الشخص تجاوز الخمسين ولا يزال يحتفظ بكل أسنانه سليمة وسواد شعر رأسه وصحته، رغم كونه سميناً (حبتين).
​العكس تماماً هو شخص مثلي يتحدث كثيراً ويكتب أكثر ويحاضر ، وحتى في المنام تقول زوجتي إنني أتحدث.
ولدي من الأمراض سبعة، ومن المنام ربعه، ومن الألم فجعة، ومن الأعداء رقعة.
​إذا أردت صحة بدنك وعقلك وقلبك، وتحيا سعيداً، فقلل الكلام واعمل مثل خوينا هذا، ولا تتحدث إلا عند الضرورة واكتفِ بالصمت أو بالحرف اليتيم، وإياك أن تصبح مثلي.

​بقلم م. علي الماجد

 

المهندس علي محمد الماجد

أديب وكاتب في الأدب الساخر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى