كُتاب الرأي

المريض… بين ألم الجسد وجراح الكلمة

المريض… بين ألم الجسد وجراح الكلمة

✍️ سلوى راشد الجهني 

حين يدخل المريض إلى المستشفى، فهو لا يأتي طلبًا للراحة أو الرفاهية، بل يجر خلفه آلامًا وأوجاعًا دفعت به إلى طرق باب الأطباء والممرضين. هنا، يترقب الكلمة، والابتسامة، ونبرة الصوت، أكثر مما يترقب نتائج التحاليل والأدوية.

لكن المؤسف أن بعض الممارسين الصحيين حين يثقل عليهم ضغط العمل أو يقترب انتهاء دوامهم، يبدؤون بإرسال تلميحات التململ والضيق أمام المريض. هذه الرسائل السلبية تسقط في قلبه كجمر، وتضاعف ألمه النفسي قبل ألمه الجسدي.

إن العمل في المجال الصحي ليس وظيفة عادية، بل رسالة إنسانية قبل كل شيء. فمن لا يستطيع أن يمنح المريض ابتسامة صادقة وكلمة مطمئنة، فليتذكر أن الله قد ائتمنه على أرواح وأنفاس وقلوب مكلومة.

لقد رأينا – وما زلنا نرى – أطباء وممرضين يضيئون أجنحة المستشفيات بابتساماتهم، يعملون فوق ساعاتهم المقررة بحب وضمير حي، فيخففون عن المريض شعوره بالغربة والخوف. ورأينا آخرين – وللأسف – يتعاملون بجفاء، وكأن المريض نزيل فندق يثقل عليهم وجوده.

المريض يحتاج قبل دوائه إلى دفء الرحمة ووميض الأمل، وتلك مسؤولية عظيمة لا يحملها إلا من وعى قيمة رسالته وأحسن الأمانة.

> “من لا يَرحم لا يُرحم” – حديث شريف

كاتبة رأي 

Salwarjehani@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى