كُتاب الرأي

التواصل الزوجي والمعاملة بالمِثْل

التواصل الزوجي والمعاملة بالمِثْل

في سير الحياة الزوجية اليومية تظهر حاجات الأزواج للزوجات ! وحاجات الزوجات للأزواج! وتعرف تلك الحاجات لدى الشريعة والقانون بالحقوق والواجبات التي على الأزواج الأفاضل والزوجات الفاضلات أن يؤدوها بوافر الاهتمام والاجادة والاستمرار لتلك الواجبات والحقوق .
وحقيقة الواجبات والحقوق بين الأزواج والزوجات والقيام بأدائها على الصورة الجميلة الطيبة المطمئنة هو الطريق الأفضل والسبيل الأمثل للحياة الزوجية الكريمة الطيبة المطمئنة السعيدة.
وما أجمل أن يتعرف الأزواج الأفاضل والزوجات الفاضلات قبل عقد القران ! أو قبل الزفاف والزواج ! على مجمل تلك الواجبات والحقوق ! ومحاولة التدريب العملي التطبيقي على مشاهدتها. في أرض الحياة الزوجية.
ولا أغلى ! ولا أحسن ولا أفضل من تعريف الأزواج والزوجات في المستقبل على تلك الواجبات والحقوق وتزويدهم بالتعليمات والتوصيات والنصائح والتوجيهات التي تنير. لهم طريق الحياة الزوجية وترفع نسبة الوعي والفهم لديهم …
هناك بعض الأزواج يعرفون جيدا واجبات الحياة الزوجية للزوجات ! وبعض الزوجات يعرفن جيدا الحقوق التي يجب عليهن القيام بأداءها والحرص عليها والسعي على عدم التساهل في تلبيتها للأزواج!
وهناك بعض الزوجات الكريمات الفاضلات الصالحات اللاتي يغلب عليهن معاملة أزواجهن بالمثل ! والمثل فقط ! وهن يرفع بعض الشعارات البراقة : إن أحسن الأزواج أحسّنا إليهم ! وإن أساء الأزواج فلن نتوانى ساعة عن الإساءة لهم !
ويتواصل كثير من الزوجات الكريمات الفاضلات الصالحات بهذا التعامل مع أزواجهن ! ويصرون على هذه الطريقة وهذا الأسلوب ! في ظاهرة عناد كبيرة !
ومساحات واسعة يلعب عليهن. فيها الشيطان الرجيم! بل تذهب بعضهن – والعياذ بالله تعالى – إلى أبعد من ذلك ؛ فيقولن عن أزواجهن : والله لو فكّروا أن يعملوا كذا ! لنعملن كذا انتقاماً منهم !
إذا وصلت الزوجات الكريمات إلى هذا المستوى من التهديد والوعيد والعناد الكبير مع الأزواج فأعلم أن الحياة الزوجية والأسرية تحتضر ! إن لم تكن قد مات فعلاً دماغياً وسريرياً !.
في الجانب المقابل يتخلق بعض الأزواج الأفاضل بهذا الخلق ألا وهو العناد والمعاملة بالمثل ! وشعار بعضهم : العين بالعين! والسن بالسن ! والبادي أظلم !!
فبعضهم يقول : الزوجة التي تعاند وتتكبر على الزوج وتخالف الأوامر والتوجيهات الصادرة منه ! فسوف تقابل بنفس الأسلوب والطريقة ! وهو العناد والمعاملة بالمثل !.
تتحول الحياة الزوجية والأسرية إلى معارك متتالية ! وعداوات متقابلة ! وصراعات كبيرة وعظيمة ! عقلية ونفسية وأحياناً يصل. العنف اللفظي والجسدي في معاملة الأزواج للزوجات بالمثل! وكذلك معاملة الزوجات للأزواج بالمثل في المواقف السلبية.
الخاسرون في مثل هذه المعارك اليومية والأسبوعية والشهرية بين الأزواج والزوجات هم الأزواج والزوجات أولاً ! وثانياً : الأولاد الكرام من البنات والبنين ! ويظهر ذلك عليهم في حالاتهم النفسية والمزاجية وكذلك ! في علاقاتهم مع أقرانهم ! وفي تأخرهم في التحصيل العلمي الدراسي في مدارسهم وكلياتهم.
ظاهرة العناد والمعاملة بالمثل في المواقف الحياتية الزوجية والأسرية السلبية هي ظاهرة مدمرة للبيوت والأهل والأولاد وظاهرة خطيرة تفتك للأسف ببعض الأسر والعوائل الكريمة الطيبة وقد تتغذى على قنوات التواصل الاجتماعي والرسائل السلبية منه .
لذلك نرفع أصواتنا للأزواج الأفاضل الكرام والزوجات الفاضلات الكريمات بأن تكون المعاملة بالمثل في الإيجابيات والإحسان والفضل والبر والصلة فإذا أحسن الأزواج الأفاضل فعلى الزوجات الكريمات ان يحسنوا! وإذا أحسنت الزوجات الكريمات فعلى الأزواج الأفاضل ان يحسنوا كذلك!
وإذا وقعت إساءة فعلى الجميع أن يعفو ويصفح ويتجاوز ويغفر ويتسامح ويتغافل عن الزلات والخطايا ! هكذا تعمّر القلوب والنفوس والأرواح والبيوت المطمئنة والأولاد الصالحين.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً؛ إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا، رَضِيَ منها آخَرَ))، أو قال: ((غيرَه))؛ رواه مسلم.

المصلح والمستشار الأسري

د. سالم بن رزيق بن عوض

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى