أقلام ناشئة

الوحش

الوحش

تك.. توك..تك.. توك
استلقت الطفلة البريئة على سريرها المتهالك في غرفتها المظلمة، والهادئة، تحتضن دُبها المحشو المبلل بالدموع باحثةً عن الأمان، تنظرُ للساعة بخوفٍ وترقب، لقد حان وقت قدومه.
سمعت صوت بابِ المنزل وهو يُفتح في الأسفل ، ياإلهي ! لقد أتى . بدأ الضجيج بعد ثوانٍ من قدومه، ضجيجٌ مكونٌ من غضب الوحش الكاسر، وصراخ والدتها.
ضَجَّ البيت بصوت تحطيم الأثاث والصراخ، فجأة ! هدأ الضجيج .
ولكن ستبدأ الجولة الثانية بعد ثواني من هدوئه ، سمعت الطفلة صوت خطوات الوحش الثقيلة، وهو يصعد الدرج متُوجهًا إليها، فتسارعت نبضات قلبها الصغير تزامنًا مع خطواته، وارتجفت خائفة وبكت بصمت!
فتح باب غرفتها بعنف، لترى الوحش المسمى بوالدها، واقفًا أمامها ، ووجهه يكاد ينفجر من شدة الغضب، احتضنت
دُبها بقوة حتى كاد أن يختلط بأضلعها ، وهي تصرخ بصمت وتردد قول مريم -عليها السلام-:”يالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا”.

بقلم ✍🏻: شهد زبن عبد الله العتيبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى