كُتاب الرأي
لماذا لا نكتفي بحياتنا فقط؟

لماذا لا نكتفي بحياتنا فقط؟
أن تكون شخصًا مكتفيًا بذاته.. أين الخطأ؟ أين الغريب في القضية؟
لماذا يطلب منك كثير من الناس الاهتمام بغيرك ويسألك عن تفاصيل حياة من حولك، ولو أجبت بتلك التفاصيل ينظر إليك على أنك ارتكبت إثمًا.
مع أن الصواب هو أن تكتفي بأمور حياتك وتنشغل بمشكلاتك، بعملك، بأهلك، بأبنائك وزوجتك ومن له عليك حق.
أصبحنا في زمن يُرى فيه الصواب خطأً، ويُنظر إلى المكتفي بنفسه وأموره على أنه مذنب.
هل ستُحاسَب على حياة البشر؟ بالطبع لا، إذن لماذا يُفرض عليك أن تبحث وراء هذا وذاك وتنشر أخبارهم وأسرارهم هنا وهناك.
من تتبع عورات غيره كشف الله عورته، ومن جعل الناس همه لم يحس يومًا بحياته ولم يعرف طعم الراحة أبدًا.
تمضي الحياة سريعًا، حتى تكتشف أنك قد أتممت كل العمر الذي كُتب لك وحان وقت الرحيل، فماذا جهزت للرحيل؟ أحاديث مقاهٍ وجرائد وأخبار الجيران والأقارب والأصدقاء؟ ما فائدة كل ذلك؟
ذلك المال الذي جمعته والأولاد الذين لا ضابط لهم لن ينفعوك، سيأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، فما بالك بأشياء تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع؟
أفضل طريقة للحصول على راحة البال هي أن يُخلَى بالك من الناس، وأجمل اللحظات هي تلك التي تمضيها بين عائلتك وأحبابك، تصنع ذكريات رائعة، تقرأ كتابًا، تزداد ثقافة، تخطط لمستقبل أفضل، تسعى لترك بصمة خير تكون سببًا في دعوة خير لك بعد وفاتك.
العمر لحظات ندعو فيها أن نكون بصحة وعافية، والهناء الحقيقي هو أن يكون العقل خاليًا من تدخلك في حياة من لا يعنيك.
ضيق الوقت بسبب انشغالك بحياتك وتحقيق طموحاتك وتأمين حياة كريمة لك ولعائلتك يغنيك عن البحث والتفتيش في حياة الآخرين ومن ثَم تعيش حياتك كما ينبغي.