المدينة المنورة تتصدر مدن المملكة في النمو الاقتصادي خلال النصف الأول من 2025
أعلنت تقارير اقتصادية حديثة أن المدينة المنورة سجلت أعلى معدل نمو اقتصادي على مستوى مدن المملكة خلال النصف الأول من عام 2025، بنسبة نمو بلغت نحو 8.7% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، في إنجاز يعكس نجاح المشاريع التنموية والاستثمارية التي تشهدها المدينة ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وكشفت البيانات الرسمية أن حجم الاستثمارات في المدينة تجاوز 15 مليار ريال سعودي خلال النصف الأول من العام، توزعت على عدة قطاعات رئيسة:
• السياحة والضيافة: استثمارات بأكثر من 6 مليارات ريال، مدفوعة بزيادة أعداد الزوار والمعتمرين بنسبة 12%، وافتتاح فنادق ومنتجعات جديدة لتعزيز البنية السياحية.
• البنية التحتية: مشاريع بقيمة 5 مليارات ريال لتطوير الطرق والمواصلات الذكية وتوسعة المرافق العامة لدعم النمو السكاني والاقتصادي.
• التحول الرقمي والتقنية: استثمارات قاربت 2.5 مليار ريال في مشاريع المدن الذكية والبنى الرقمية ودعم الشركات التقنية الناشئة.
• ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة: دعم مالي وتسهيلات تمويلية بقيمة 1.5 مليار ريال لتعزيز الابتكار وخلق فرص عمل جديدة.
وفي تعليقه على هذا الإنجاز، أوضح الاستاذ محمد السناح الخبير العقاري و الاقتصادي، أن تصدر المدينة المنورة لمعدلات النمو “يعكس نجاح السياسات الاستثمارية الهادفة إلى تنويع الاقتصاد المحلي وتعزيز الابتكار الرقمي، ويؤكد جاذبية بيئة الاستثمار في المدينة للمستثمرين المحليين والدوليين”.
سجل المشهد العقاري السكني في السعودية تحولًا استثنائيًا في موازين النشاط، حيث صعدت المدينة المنورة لتتصدر قائمة الأسواق الأكثر حيوية خلال النصف الأول من العام الجاري، متجاوزة العاصمة الرياض التي اعتادت أن تكون المحرك الرئيسي للنمو العقاري في المملكة على مدى السنوات الماضية.
هذا وقد اعتبرت وكالة بلومبيرغ في تقرير لها أن هذا التحول، يعكس ديناميكيات جديدة في الطلب والقدرة الشرائية، كما يكشف عن تأثير واضح للإصلاحات الأخيرة التي سمحت بجذب استثمارات محلية وأجنبية إلى المدن المقدسة.
ووفقًا لبيانات شركة “نايت فرانك” للاستشارات العقارية، قفزت قيمة الصفقات في المدينة المنورة بنسبة 49% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين ارتفعت أحجام المعاملات بنحو 38%، لتتفوق على جميع المدن الكبرى بما فيها الرياض وجدة ومكة والمنطقة الشرقية.
كما أكد المحلل المالي سامي السويلم أن “المشاريع العملاقة في البنية التحتية والسياحة، إلى جانب دعم رواد الأعمال، أسهمت في خلق أكثر من 10 آلاف فرصة عمل جديدة وزيادة الناتج المحلي للمدينة بما يقارب 3.5 مليار ريال خلال النصف الأول من العام”.
ويأتي هذا النمو المتسارع ضمن الجهود الحثيثة لتحويل المدينة المنورة إلى مدينة ذكية متكاملة تجمع بين التطوير الاقتصادي وجودة الحياة، بما يواكب تطلعات رؤية المملكة 2030 في جعل المدن السعودية مراكز اقتصادية عالمية قادرة على المنافسة.
بقلم د.عبدالرحمن الوعلان
