حين يبتسم الخبث بصمت

حين يبتسم الخبث بصمت
بقلم: رؤى مصطفى
كم من أناس يرفعون شعار الفضيلة وهم أبعد ما يكونون عنها… كلماتهم كخناجر مسمومة، يطعنون بها في الخفاء ثم يبتسمون في العلن، يبحثون عن الأضواء لعلها تستر ظلمة قلوبهم، ويتملقون بوجوه براقة فيما دواخلهم لا تعرف للنقاء طريقاً. تراهم يحرّمون على غيرهم ما يستبيحونه لأنفسهم، يزنون الناس بميزان معوج، فيُجيزون لأنفسهم كل شي ويضيقون على الآخرين بأحكامهم المصطنعة.
حين تراهم، تظنهم مثال الفضيلة، كأنهم حَمَلة مسك، لكنهم في الحقيقة كنافخي الكير… بريقهم خادع، ودخانهم خانق، لا يُثمر إلا السواد والخيبة لكل من اقترب منهم. يعيشون في دائرة من المظاهر والادعاء، يختبئون خلف كلمات معسولة وابتسامات مزيفة، ولا يعرفون طعم الصفاء الداخلي، ولا قيمة الصدق في القول والفعل.
هم أولئك الذين يجعلون حياتهم مسرحًا، وكل شخص آخر لاعبًا في مسرحيتهم المزعومة… كل شي مباح لهم ومحرم على غيرهم، وكل حكم يصدر عنهم يلتوي بما يخدم مصالحهم، وتصبح القوانين في أيديهم أداة للتسلط والتزييف. وفي النهاية، يظل المرء أمامهم محتارًا، بين ما يرى من بريق وما يشعر به من دخان خانق، يدرك أن الفضيلة الحقيقية لا تحتاج إلى أضواء، ولا تظهر إلا من قلب صادق ونية نقية.
كاتبة رأي
نحن اليوم امام نص مختلف من حيث الفكرة ومن حيث المفردات التي وردت فيه
بداية بالعنوان
(حين يبتسم الخبث بصمت)
قلتها لكم الاستاذة رؤى تجيد اختيار العناوين فالعنوان هو واجهة النص وعندما تجد عنوان كهذا يخطر في ذهنك ان الخبث رمزية لدناءة شخص او اشخاص ياكلون ويشربون معنا ثم يخونون ومع هذا هم يبتسمون لك فالخبث هنا سردية رواية قادمة
(كم من اناس يرفعون شعار الفضيلة وهم ابعد مايكونون عنها كلماتهم كخناجر مسمومة يطعنون في الخفاء ثم يبتسمون في العلن) واقع والله استاذة رؤى ولو انه مؤلم لكنه واقع في حياتنا فكم عانينا وعانى المجتمع منهم
( حين تراهم تظنهم مثال الفضيلة وكانهم حملة مسك لكنهم في الحقيقة كنافخي الكبر ) وكأني بها تستحضر البعد الايماني في صفات المنافقين وكانها استفت هذا في قول الله تعالى
(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ) هنا يتجلى البعد الايماني ولديها الثقافة التي تاخذها من قول الله تعالى في كتابة الكربمدولديها الفصخاحك فمن البلاغة والفصحاحة فليقرأ القران قبل الادب وهي قرات القران فاصبح لديها هذا البعد الايماني في نصوصها وهذا شئ جميل حداً
ونمضي معها في قراءة جميلة للنص حتى نصل إلى الخاتمة
(ان الفضيلة الحقيقية لاتحتاج إلى اضواء ولا تظهر إلا من قلب صادق ونية نقية)
أوجزت فأبلغت فكانت هذه العبارة التي تكتب بماء الذهب وتدرس في الكليات لانها تحتوي على تعريف حقيقي لمعنى الفضيلة
نص رائع أستاذة رؤى، حمل بين سطوره قوة المعنى ووضوح الفكرة. وصفتِ بدقة هذا التناقض بين المظهر والجوهر، وكشفتِ قناع الزيف بابتسامة الخبث الصامت. قلمك دائمًا يضيء الحقيقة بصدق وعمق، ويترك أثرًا في القارئ.
عبدالله اليوبي