آفاق في عين العالم

بسّط.. بسّط.. بسّط..

وليد قادري

بسّط.. بسّط.. بسّط..

هذه بعض الهمسات التي تساعدك في تبسيط أمورك الحياتية وهي تلخيص وترجمة بتصرف من الكتاب الألماني (بسّط حياتك) وموجودة في كتابي المعنون بـ (أثر) عن دار تشكيل، أشارككم يا قرّاء صحيفتنا الجميلة لتعمّ الفائدة ولتكون علمًا ينتفع به..

أولًا: بسط أمورك المالية

“أريد سيارة جديدة”
“أحتاج لتغيير هاتفي الجوال”
“ديوني أنهكتني”
“تناولت الغداء اليوم مع عائلتي ب200 ريال والعشاء مع أصدقائي ب100 ريال وأفكر جديا في تقليص مصروفاتي لهذا الأسبوع”
“هدفي أن أصبح مليونيرا وصاحب تجارة أو عقار”
“حتى تأخذ معاملتك في إدارتي مجراها لا بد من مقابل وأنت أفهم”
“أن تقول لمتسول : روح الله يعطيك”
“محتار ما بين السفر لماليزيا أو أوروبا لهذا الصيف، سأذهب للبنك غداً من أجل قرض تكميلي”
“يا ربي متى سأتزوج”
“ألو أحمد : الراتب انتهى وأحتاج سلفة بسيطة”

مواقف وتساؤلات مرت على معظمنا وتختص جميعها بطريقة إدارتنا لتعاملاتنا ودخلنا المالي

هنا مجموعة من الأفكار لإدارة الدخل والنفقات :

اشتر ما أنت بحاجة إليه لكن ليس قبل أن تمتلك ثمنه

المال وضع لتسهيل الحياة ومن الخطأ أن تضيع حياتك في جمع المال

تسديد الديون أهم وأولى من المغامرة التجارية

وفر البديل لبعض المصروفات الاستهلاكية فمثلا اقرأ الصحف الكترونيا بدلا من شراءها

سجل جميع مصروفاتك ثم صنفها وقننها

قنن ممتلكاتك، ستجد الكثير من الأغراض حولك التي اشتريتها ولم يعد لها أي داع

خصص نسبة من راتبك للإدخار وأودعها في حساب مستقل

ادفع نقدا بدلا من بطاقات الصراف والائتمان

ابحث باستمرار عن مصدر دخل جديد

اطلب مقابلا لخدماتك الإبداعية للآخرين ولا مانع من تقديمها مجانا لمن يستحق

الصدقة هي ادخار لآخرتك

ثانيا: بسط منظومة أغراضك

“ترى أين شهادة مشاركتي في تلك المناسبة؟!”
“لماذا لدي 17 صورة منسوخة من الهوية الوطنية ؟!”
“بطاقات شركات عديدة لا أعلم لم أنا محتفظ بها ؟!”
“أوراق .. أوراق .. أوراق ..”
“بطاريات ريموت مستهلكة”
“قلم لا يكتب”
“شاحن نوكيا !!!”

تساؤلات عدة ومحتويات نجدها غالباً في أدراج مكاتبنا ومكتباتنا في العمل والمنزل ولا يوجد تفسير ما يذكر للاحتفاظ بها سوى أننا “ربما نحتاجها يوما ما”

تنظيف تلك الأدراج والرفوف من الفوضى التي تسمى (بالنمر الورقي) هي ضرورة ملحة في خضم انشغالاتنا التي لا تنتهي

ويجب علينا تخصيص سويعات معدودة لترتيبها وستعود علينا بالنفع وراحة البال لسنين قادمة

من الأفكار الجميلة في تبسيط منظومة الأغراض :

تخلص من أي شيء غير مهم لم تكن في حاجة في آخر خمس سنوات، مالم يحمل ذكرى خاصة

خصص يوما لترتيب كل شيء دفعة واحدة، ستشعر بأنك أنجزت شيئاً عظيماً

أشرك عقلك الباطن في تخيل حاجياتك وأغراضك مرتبة مصنفة بطريقة جميلة وسينعكس ذلك تلقائياً على أدائك

استخدم طريقة الأرباع :
ربع يذهب للمهملات
وربع حول ترتيبه على غيرك
وربع أنجزه ورتبه بنفسك ليبقى معروضا في مكتبتك
وربع احفظه في صناديق محكمة الإغلاق

صنّف، صنّف، صنّف قدر المستطاع فهو أسهل في البحث لاحقا

تبرع بالكتب التي لا تحتاج إعادة قراءتها، أطّر الصور التي تحمل الذكريات، صور الأوراق المهمة بالسكانر واحفظها في جهازك

بعد الإنتهاء من الترتيب والتصنيف، يبقى عليك الاستمرار على نظامك بحيث تحول كل غرض أو ورقة إلى مكانه المناسب

بع أو تبرع بالعفش الزائد والملابس الزائدة عن حاجتك

رتّب .. رتّب .. رتّب ..

تخلص من الأشياء الزائدة والأوراق والمتعلقات التي لا فائدة منها
في مكتبك
في سيارتك
في غرفتك
في دولاب ملابسك

ثم رتّب البقية وصنّفها ليسهل الرجوع لها

وكذلك في الأجهزة الإلكترونية لديك
جوالك
اللاب توب
ملفاتك وصورك والفيديوهات والايميلات وقائمة الأسماء والأرقام

جهد بسيط لعدة أيام تتبعه راحة لأعوام

الوصية الأخيرة : لا تؤجل

ثالثا: بسط علاقتك بجسدك واهتمامك بصحتك

كل ما هو بداخلك يتأثر بالمؤثرات من حولك

لذلك لزاما عليك أن تهتم بتحويل تلك المؤثرات إلى عناصر إيجابية تسعدك وتنمي جسدك

وتشمل تلك المؤثرات نمط حياتك اليومي والتغذية والعلاقات والأجواء والمتعة وممارسة الهوايات

ويترتب على ذلك إفراز العديد من الهرمونات التي تشعرك بالإنجاز والسعادة والراحة النفسية

ولكي تحسن علاقتك بجسدك وتهتم بصحتك هنا بعض الخواطر والأفكار التي قد تفيدك :

تعلم أن تصغي إلى جسدك وحافظ على قواه

التعرض للمرض هو جزء من نضوجك النفسي والبدني

حفز جسدك على إفراز المواد التي تجعلك سعيدا ومن ذلك الحركة المستمرة والرياضة التي تسعد على إفراز هرمونات (إندومورفينات بيتا) التي تقضي على الشعور بالألم والكآبة

عزز صلتك بالسماء عن طريق التأمل والتفكر واستنشاق الهواء النقي وخصوصا بعد الفجر

اصعد الدرج بدلا من المصعد ومارس رياضة خفيفة لمدة نصف ساعة يوميا على الأقل وحبذا في الهواء الطلق

ابدأ يومك بابتسامة فتكوينها عن طريق عضلات الوجه والعينين يوحي للمخ بأن هناك سببا لتحسين المزاج فيستجيب

كذلك لتحسين المزاج في الصباح، استيقظ مبكرا وبعد الصلاة مارس الرياضة واستحم وتناول فطورا شهيا وخطط ليومك

استمتع بممارسة الرياضة التي تحبها واعتمد طريقة التمارين الرياضية القصيرة التي لا تتجاوز دقائق معدودة لتحمية وتجهيز بدنك

النوم الجيد العميق مهم لصحتك
فابتعد عن المنبهات ومشروبات الطاقة
وقلل من تناول الطعام ليلا واستخدام الجوال والسهر

وخذ قيلولة لمدة ساعة ونصف يوميا
وهذه المدة هي دورة من دورات النوم تشكل الاسترخاء والنوم العميق والاستيقاظ بنشاط بعدها

ابتعد عن التدخين وخفف من استخدام المهدئات والمسكنات وأكثر من شرب المياه والعصائر الطبيعية

وازن وجباتك ولا تحرم نفسك فلكل غذاء فائدته للجسم

خفف من وزنك تدريجيا بعيدا عن الحميات الغذائية السريعة وارسم صورة مثالية لوزنك المثالي في مخيلتك
واجعلها كهدف محفز لك
وتذكر أن مشروبات الدايت الغازية لا تخفف الوزن ولا تنس أن تقلل من الملح والسكر في طعامك

الشاي الأخضر وعصير الليمون يحسنان المزاج

أدخل هذه الوصايا والأفكار تدريجيا لحياتك لتصبح جزءا من عاداتك اليومية

لا تنس تقوية علاقتك بخالقك والتحلي بالصبر والأمل وقت مرضك فالحالة النفسية مهمة للتشافي

أخيرا : الوقاية خير من العلاج

رابعًا: بسط إدارتك لوقتك

“أنا مشغول دائماً”
“أحتاج 25 ساعة في اليوم و8 أيام في الأسبوع”
“أنجز وحيدا أكثر من الإنجاز مع مجموعة”
“يومي منظم ولا يحتمل أي تغيير”
“مرهق جدا من تراكم الأعمال”
“سأذهب إلى للمقهى ككل ليلة فلا يوجد بديل لفعله في وقت فراغي”
“ملل ملل ملل”
“سأنظم جدولي في بداية الشهر المقبل/ رمضان/ بداية العام المقبل”

وعود وأمنيات وشكاوى تحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم فيما يخص تنظيمنا لأوقاتنا

اللافت للنظر أننا جميعا نملك 24 ساعة يومياً
بينما يتذمر البعض من قلة الوقت اللازم لإنجاز مهامه والبعض الآخر من عدم وجود شيء لفعله

هنا بعض الأفكار التي تساعدك على تنظيم وقتك :

قلل عدد مهامك ونشاطاتك كي تركز عليها

فوض المهام التي يستطيع غيرك فعلها

حدد أولوياتك وأهدافك بدقة

انتبه من لصوص الوقت
“المهام غير المنجزة – تصفح الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي لوقت طويل – البرامج غير المفيدة في التلفاز – الأهداف الخيالية – الأسلوب الخاطيء في العمل – المجاملات الغير مبررة”

كن مرنا في وضع خططك
ولا تبالغ في طلب الحياة الكاملة

فليس بإمكاننا جميعا أن نكون نحفاء وجميلين وأذكياء وأغنياء ومشهورين في ذات الوقت

و لس كل شيء قابل للإنجاز
فتعلم تقدير ذاتك وقدراتك لما أنت عليه

خطط يوميا وأسبوعيا واستخدم الوسائل المساعدة لذلك
(تطبيق في جوالك الذكي – مفكرة صغيرة)
وتابع مستوى الإنجاز

احتفل بإنهاء مهامك
ولا تنس نصيبك من الراحة والفرح والتأمل
والهروب من وقت لآخر إلى أماكن تعيد إليك الطاقة الإيجابية

لو تنظم وقت نومك وتناول وجباتك وأداء واجباتك الدينية ومهامك العائلية فستستطيع إدارة بقية يومك

لا تراكم المهام التي لا يحتاج إنجازها سوى دقائق معدودة

استغل أوقات الانتظار للقراءة والرد على الرسائل ولقاء الأصدقاء للترويح عن الذات لكن بدون إفراط

لا تؤجل عمل اليوم إلى آخر اليوم
افعله الآن

تعلم أن تقول (لا)
لبعض المهام التي قد تستهلك وقتك
بدون عائد يذكر سواء كان العائد ماديا أو معنويا

استغل وقتك في العبادة لأجل آخرتك
وعمارة الأرض لأجل دنياك كما أمرت..

ختامًا
البساطة عنوان الحكمة والعمق..
وهذه الوصايا قُدمت لك من قلب وعن تجربة ولعلها تنير لك طريقا لحياة أسهل وأفضل..

كاتب رأي

وليد قادري

كاتب رأي وقاص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى