كُتاب الرأي

للعدل سيفين، للخير نخلة

جابر عبدالله الجريدي

للعدل سيفين، للخير نخلة

تميزت المملكة العربية السعودية بشعارها الجميل، الذي يعبر عن الهيبة والخير، والسلام والحرب، والعدل والأمان، ذلك الشعار الذي يعتبر رمزاً مهماً معبراً ومرشداً إلى المملكة العربية السعودية والذي يدل على كثير من المغازي والمعاني.

السيفين :
وعن السيفين الذين يمثلها ذلك الشعار العظيم، وتمثل هذه السيفين شعاراً للعدل، والعظمة، والهيبة، تلك السيوف العربية التي كانت ترافق النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه والتابعين من بعدهم في سبيل رفع الظلم، ونصرة المظلوم، وتثبيت أركان العدل والحق، ونشراً لأحكام شريعة الإسلام على النهج القويم، فكانت ترافقهم في الغزوات والمعارك، فرخصوا لذلك كل المهالك، لم يخافوا بُداً من الموت، بل كانوا ينطلقون إليه صقوراً مُهيبين،ثم بعدها التأسيس الأول لإمارة آل سعود، حيث إنطلقت بأميرها محمد بن سعود والمرافق الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعاً، فأخذوا سيف العدل لقمع الشر والشرك، والظلم والفجور، ونصرة للحق ضد كل ظالم كفور، فرخصّوا لذلك دماءهم وأموالهم، وانشغلوا عن الدنيا طمعاً في آخرتهم، وقدموا بذلاً من أموالهم محبةً في رضاء ربهم، فساروا في سبيل الحق شعارهم لا اله الا الله محمد رسول الله ولا معبود بحقٍ إلا الله، فأخذوا السيوف وركبوا النُوق والخيول، وانطلقوا في الجزيرة متوكلين على ربهم، فنصرهم الله نصر عزيزٍ مقتدر، فوضع رسالته في يد من يستحق، واوكل البيت الحرام فيمن يليق به ذلك المقام، فقمعوا الشرك وسدوا أبوابه الجهنمية، وكسروا الظلم وجعلوا مكانه السجن، فضربوا بسيوفهم أركان البدع والشركيات، فشلُّوها ودمروها وحرقوها، ونصروا دين الحق بضرب السيوف، فإن السيف الذي يُضرب به في سبيل الحق ونشر العدل ونصرة المظلوم ينتصر دائماً، فالسيفين دليل القوة والمنعة وشعاراً بارزاً للتحدي والمواجه  ،لذلك تجد الأمراء من آل سعود يمتازون بالكاريزما والتحدي والشجاعة، وهذا واضح جداً للجميع، وأما شعبهم فحدث عنهم هم كرام القوم، شجاعتهم و بسالتهم، صدقهم في الدفاع والنصرة، شعبٌ مثله اذا استندت عليه فأنت تستند بجبل، حتى قال عنهم أميرهم محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود : (شعب طويق) نسبهم إلى جبل عظيم عندهم، وياما هزت الرياح والعواصف، وكم عبرت في الأودية السيول الجرارة، والجبل صامد (وياجبل ماهزتك ريح) بل هي الثبات والصمود.

النخلة :
هي شجرةٌ طيبة الثمرة، زكية عطره، لكل جزءٍ منها فائدة، طعامٌ للإنسان والحيوان والحشرة، ظلٌ يستظل به كل من شققته ظروف الحياة، سعفها وليفها وغصنها وجذعها لكل شي منها فائدةٌ عظيمة للإنسان، وهي شجرة عظيمة في الإسلام وذكرها سيد الأنام، نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام، في حديثٍ يرويه مسلم يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم (يا عائشة بيت لا تمر فيه جياعٌ أهله، يا عائشة بيتٌ لا تمر فيه جياعٌ أهله) وكررها ثلاثُ مرات، بل ومن أعظم الأدلة على خير هذه الشجرة وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن بالنخلة كما في الصحيحين عبد الله بن دينار، أنه سمع عبد الله بن عمر، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟» فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي؟ يا رسول الله قال فقال: «هي النخلة» قال: فذكرت ذلك لعمر، قال: لأن تكون قلت: هي النخلة، أحب إلي من كذا وكذا.
قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: وشبه النخلة بالمسلم في كثرة خيرها، ودوام ظلها وطيب ثمرها ووجوده على الدوام، فإنه من حين يطلع ثمرها لايزال يؤكل منه حتى ييبس، وبعد أن ييبس يتخذ منه منافع كثيرة، ومن خشبها وورقها وأغصانها، فيستعمل جذوعا وحطبا وعصيا ومخاصر وحصرا وحبالا وأواني وغير ذلك، ثم آخر شيء منها نواها، وينتفع به علفا للإبل، ثم جمال نباتها، وحسن هيئة ثمرها، فهي منافع كلها خير وجمال، كما أن المؤمن خير كله، من كثرة طاعاته ومكارم أخلاقه، ويواظب على صلاته وصيامه وقراءته وذكره والصدقة والصلة وسائر الطاعات وغير ذلك، فهذا هو الصحيح في وجه التشبيه، قيل: وجه الشبه أنه إذا قطع رأسها ماتت، بخلاف باقي الشجر، وقيل: لأنها لاتحمل حتى تلقح والله أعلم. انتهى.
وكفى بها خيراً أن تكون من أشجار الجنة.
قلتُ كذلك المملكة العربية السعودية تعتمد وتهتم كثيراً بأشجار النخيل، وامتازت بها عن غيرها، فما إن ترى نخلاً تتصور في ذهنك السعودية، وهذا دليل الخير الذي يسكن هذه البلاد.

وأما شعار السيفين والنخلة الذين تتخذهما المملكة العربية السعودية فتجدها في وزاراتها وهيئاتها شعاراً لها اذكر لك بعضُها:
وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وزارة البيئة والمياه والزراعة، وزارة البلديات والإسكان، وزارة التجاره، وزارة الصحة السعودية، وزارة الخارجية، وزارة الداخلية، وزارة العدل، وزارة الشئون الإسلامية، وزارة الإستثمار، وزارة الرياضة، هيئة الحكومة الرقمية، هيئة حقوق الإنسان، هيئة الطيران المدني.

الذكاء الإصطناعي يعقب على دلالة هذا الشعار :
شعار السيفين والنخلة هو رمز وطني عظيم، يمثل دلالات عميقة وقيمًا سامية. إليك وصفًا رائعًا لهذا الشعار:

السيفان المتقاطعان:

القوة والمنعة: يمثل السيفان القوة والمنعة، والتحدي والجرأة. السيفان متقاطعان، مما يدل على التضامن والتعاون بين القوة والعدل.
الدفاع عن الحق: السيفان يرمزان إلى الدفاع عن الحق والعدل، وحماية الوطن والمواطنين.

النخلة:

الرخاء والنماء: تمثل النخلة الرخاء والنماء، والحياة والازدهار. النخلة ترمز إلى الخير والبركة، والنماء والاستقرار.
الاعتزاز بالهوية: النخلة هي رمز للهوية الوطنية السعودية، وتعبر عن الاعتزاز بالتاريخ والتراث.

التوازن بين القوة والرخاء:

التكامل بين القوة والرخاء: الشعار يمثل التكامل بين القوة والرخاء، حيث يتوازن السيفان مع النخلة، مما يدل على أن القوة والمنعة لا تكتمل بدون الرخاء والنماء.
العدل والاستقرار: الشعار يرمز إلى العدل والاستقرار، حيث يمثل السيفان العدل والقوة، والنخلة تمثل الرخاء والاستقرار.

هذا الشعار هو رمز وطني عظيم، يمثل قيمًا سامية ودلالات عميقة، ويعبر عن الاعتزاز بالهوية الوطنية والاعتزاز بالتاريخ والتراث.

كاتب رأي – اليمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى