كُتاب الرأي

أيها الإنسان ماذا أضفت للعالم ؟!

أيها الإنسان ماذا أضفت   للعالم   ؟!

من أسرار  الخليقة العظيم  أنها تتكامل وتتظافر وتتعاون مع بعضها بعضاً ! ولا يخلو ذلك  أيضاً من الصراع والاختلاف والتدافع  المقدّر  حدوثه من الباري العلي العظيم الحكيم .
إن هذا الحراك  والتحرك  بين تلك المخلوقات والكائنات يعني أنها مخلوقات وكائنات. حية ! فهذه  من صفات وخصائص  الأحياء ! فالحياة  في الأحياء على الحقيقة  تعني الحركة الدائبة المستمرة ! وتعني التكاثر  والإنجاب  ! وتعني التغيير !  وتعني  التدافع  ! وتعني  الأثر في دروب الحياة المختلفة!
فالكائنات الحية  كلها  تسعى في سحائب نهارها  لتوفير  الاحتياجات الضرورية والأساسية  لها ! والأثر. الذي تتركه في طريقها. نحو  توفير  تلك الاحتياجات الضرورية  هو الأثر  اليومي ؛ والذي ينتهي  بوقوفها  عن الحياة الجميلة  أو موتها ووفاتها!
أما الإنسان الحقيقي فهو الكائن الحي الوحيد الذي يترك آثاراً في كل مكان  يضمه  !  أو ينتقل إليه ،   أو يعيش فيه  وقد تبقى . تلك. الآثار علامات فارقة كبرى على وجه الدنيا ! وعلى عمر. بقاء الدنيا  كذلك ! وكل يعود إلى مقدرته. على إحداث الأثر  وتجويد الأثر  والبصمة  الخالدة التي يضعها في تلك الآثار الباقية !.
إن نبي الله تعالى  آدم عليه السلام  قد مر  من هذه الأرض الطيبة الجميلة المباركة الكريمة  فترك من الآثار  هؤلاء الناس على اختلاف الألوان والأعراق والأجناس ! ومن ذلك ترك فيهم الفطرة السليمة الطيبة الجميلة المباركة الكريمة التي غرسها الله تعالى فيه ؛ وبقية في الذرية الصالحة إلى قيام الساعة !
 تلك الأمم التي تركت تلك الآثار  على طول الأرض وعرضها ! وفي البيئات المتنوعة والمختلفة  وعبر  التأريخ والجغرافيا  الطويلة المديدة  !وما  زالت تلك المعالم والآثار  قائمة في كآفة المدن والقرى والأرياف وعلى امتداد. بعض الجبال. والكهوف  لهي  علامات كبيرة وعظيمة  تدل وتشهد على عظمة تلك الأمم والأقوام والأجناس البشرية !
إن الأمم المتقدمة في الصين العظيم واليابان وسنغافورا وماليزيا. والهند  والجمهوريات الإسلامية وسط قارة آسيا ودول قارة إفريقيا وكذلك أوروبا وقارة أستراليا وقارة أمريكا الجنوبية  والشمالية  كلها  كانت صنيعة الإنسان الحقيقي الكريم الذكي الفطن اللبيب الذي أصر أن يترك آثاراً عظيمة وكبيرة على ظهر هذه  الدنيا!
إن الإنسان الحقيقي السليم  هو الذي يعرف دوره ومهامه ومسؤولياته في الحياة الدنيا الجميلة  ويسعى  ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً على أن يترك الآثار الطيبة الجميلة المباركة الكريمة  على صفحات الأرض  ذات الطول والعرض!
لذلك حق علينا  جميعاً أن نسأل أنفسنا  اليوم : ما الأثر الطيب الجميل الذي  سوف نتركه على صفحات الحياة الدنيا؟! ماذا  أضفنا على الحياة الدنيا الجميلة قبل أن نرحل  عنها ؟! ماذا سنترك  وراءنا  في دنيا الناس ؟!
إن الإنسان منذ اللحظات الأولى لوجوده وحتى يوم الناس !  ومازال العقلاء والأكياس  فيها  ! وهم يدعمون ترك البصمة والأثر الإيجابي على وجوه الناس كآفة ! وعلى طول الدنيا  وعرضها !.
إنك أيها الإنسان الكريم  مخلوق على ظهر كوكب الأرض الجميل لكي تصنع الآثار والبصمات والإعمار  لكآفة أرجاء الأرض من الجبال والسهول والرمال والشواطئ والبحار ! وإليك أهم الإضافات والبصمات والآثار التي يمكن  أن تتركها أو تترك بعضها  على ظهر كوكب الأرض الجميل  قبل رحيلك :
أولاً: تأهيل نفسك لكي تكون لديك حرفة أو مهنة تقتات منها  ؛ وتلبي من خلالها جميع احتياجاتك الضرورية والمتطلبات الأساسية للحياة الطيبة الكريمة.
ثانياً: التطوير والتحسين للحصول على أعلى الدرجات والمستويات العلمية الجامعية العالية وفي التخصصات التي تحبها وتعشقها!
ثالثاً: بناء أسرة كريمة وعائلة حبيبة ، وتربية الأولاد منها التربية والتنشئة الصالحة ؛ وصناعة من الأسر والعوائل الكريمة الطيبة الجميلة الصالحة الجيل  الطيب الصالح !
رابعاً: إدارة وقيادة فريق أو قسم أو إدارة صغيرة أو كبيرة الإدارة المميزة والرائعة وتحقيق الأهداف والمقاصد العالية من ذلك .
خامساً: قيادة قطاع  كبير  قيادة راشدة ومتزنة وحكيمة وتم الوصول إلى تحقق جميع المؤشرات والمستهدفات الواقعية الحقيقية .
سادساً: المشاركة والمساعدة الفاعلة في بعض  القطاعات غير الربحية وترك الأثر الطيب والبصمة المميزة والرائعة فيها !
سابعاً: بناء بعض دور العبادة والمساجد والمدارس  والمباني السكنية والحدائق  واحتساب الأجر والثواب  من الله تعالى
ثامناً: المساهمة والمشاركة في نشر الخير والصلاح والبركة عبر  الكلمة الطيبة الجميلة المسموعة أو المرئية والدعاء للمسلمين والمسلمات.
تاسعاً: المشاركة في التأليف والصناعة للكتب المجلات والمواقع التي تهتم بنشر  ذلك الخير الكبير والعظيم.
عاشراً: مشاركة جميع أصحاب المشاريع و البرامج بالدعاء لهم بالعون والتوفيق والسداد والبركة والنجاح الدائم المستمر…فلعل الله تعالى أن يتقبل هذا ويلحق صاحب هذا العمل  بهم ! المهم أن تضيف للدنيا والعالم الكبير شيئاً ولو يسيراً ! ينفعك في الحياة الدنيا الجميلة وفي الآخرة …
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: (  إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له )  رواه مسلم.
يقول شاعر المهجر الكبير
إيليا أبو ماضي :
ما قيمَةَ الإِنسانِ مُعتقِداً
إِن لَم يَقُل لِلناسِ ما اِعتَقَدا !
ماذا يُفيدُ الصَوتُ مُرتَفِعاً
إِن لَم يَكُن لّصَوتِ ثَمَّ صَدى !

المصلح والمستشار الأسري

د. سالم بن رزيق بن عوض

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى