قضاء حوائج الناس

قضاء حوائج الناس
مساعدة الناس، والوقوف بجانبهم، ومشاركتهم في الأفراح والأتراح من الأخلاق الحسنة والصفات النبيلة التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف في مواضع عديدة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ومن ذلك قوله تعالى:” وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ والتقوى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ”، وفي الحديث النبوي عن عبد الله بن عمررضي الله عنهما قال: أن رجلاً جاء إلى النبي ﷺ فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ فقال رسول الله ﷺ: «أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِتعالى أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، أوتَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا، ولأَنْ أمشيَ مع أخ في حاجةٍ،أَحَبُّ إليَّ من أن أعتكِفَ في هذا المسجدِ – يعني: مسجدَ المدينةِ – شهرًا، ومن كفغضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظَه، ولو شاء أن يُمضِيَه أمضاه، ملأ اللهُ عز وجلقلبَه أمنا يوم القيامة يومَ القيامةِ ، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى أثبتها له، أثبتَ اللهُعز وجل قدمَه على الصراط يوم تزل فيه الأقدامُ»، يُعد هذا الحديث بمثابة منظومةأخلاقية رفيعة، يحمل بين طياته حمولة من القيم، والمبادئ، والسلوكيات، التي فيهاصلاح الفرد والمجتمع، من الإيثار، وحب الخير، ونفع الناس، وقضاء حوائجهم الماديةوالمعنوية…إلخ.
مساعدة الناس من أفضل العبادات، فيها تفريج للكربات، وبها تُرفع الدرجات،وتتضاعف الحسنات.
إن قضاء حوائج الناس من الأعمال الصالحة التي تجلب لصاحبها السعادة والشعوربالرضا والطمأنينة وراحة البال.
لا تتردّد في مد يدك لمساعدة الآخرين، فسوف تحصل على نتائج إيجابية تنعكس علىنفسيّـتك ونفسية الآخرين، فهذا يرفع لديك درجة التقدير الذاتي بدرجة كبيرة، فهذهالصفة الحميدة ستضيف لك قيمة لحياتك، وتقدير لذاتك.
ومن ناحية أخرى الشخص الذي يُساعد الناس يُزيد من احترام الناس وتقديرهم له،ويكون مثال يُحتَذى به، وشخصية فذّة يُشار إليه بالبنان، وموقفه النبيل مصدر فخرواعتزاز طالما كان هدفه العمل الصالح والنية الصادقة في سبيل تحقيق الهدفالمنشود وهو تحقيق السعادة للآخرين.
من خلال الاختلاط بالآخرين سوف تتعرّف على شخصيات شامخة لديهم رسائلإيجابية، تجعلك مُحبًّا للحياة، ومتفائلًا بأن الخير في أمتي حتى قيام الساعة.
قضاء حوائج الناس سبيل لنشر المحبة والمودة بين المجتمع وأفراده، وباب منأبواب الخير، ومؤشر جيد؛ لخلق بيئة أكثر إيجابية، ومجتمعًا متماسكًًا يسوده التلاحموالسلام.
وفي الحديث عن عبد الله بن أبي أوفى ـ رضي الله عنه ـ في وصفه للنبي ـ صلى اللهعليه وسلم ـ قال:” ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له حاجته”.
وقد كان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يتعهد الأرامل، يسقي لهن الماء ليلاً، وكانأبو وائل – رحمه الله– يطوف على نساء الحي وعجائزهن كل يوم، فيشتري لهنحوائجهن وما يصلحهن.
إن قضاء حوائج الناس صورة مشرفة، وعنوان للرقي والإنسانية، ويكفينا فخرًا واعتزازًا،ونحن نتفيأ في ظلال الخير والعطاء في البلد المعطاء، فأضحى فعل الخير منهجًا،وخدمة الآخرين أمانة وواجبًا، لا يعرف حدودًا، ويعم أرجاء الوطن وخارجه عطاءًمتواصلًا لا ينضب.
مملكة الإنسانية بلد الخير يستمد أصالته من دينه وقيمه، فإن العطاء فيه لا يتوقف،والخير لا يعرف نهاية، وشعبه يعيش في وحدة وتلاحم، مستظلاً بقيادة تسعى لخدمةالجميع.
ستظل المملكة العربية السعودية منارًا للخير، وعنوانًا للعطاء، ونموذجًا يُـحتذى فيرعاية الإنسان، وخدمة الإنسانية في كل زمان ومكان.
وفي الختام، لا يسعني إلا أن أرفع أكف الدعاء لقيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها مولايخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله– وسيدي سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان –أيّده الله–، الذين سخّرا جهودهما لخدمة هذا الوطن وأبنائه، وجعلا من المملكة العربية السعودية منارةً للخير، وعنوانًا للعطاء، وموطنًا للإنسانية في كل زمان ومكان، سائلًا الله أن يديم على وطننا الأمن والاستقرار، وأن يبارك في قيادتنا الحكيمة، ويزيد هذا البلد خيرًا فوق خير، وعطاءً لاينضب.
بقلم: تركي بن عطية المالكي