البخل خصلة قبيحة استعاذ منها خير البرية صل الله عليه وسلم
سويعد الصبحي
البخل داء دفين ومرض لعين يورث القلوب قسوة ويكسو الأرواح كآبة وتعاسة ويقطع أوصال المودة بين الإرحام ويمحو آثار الرحمة من وجدان الإنسان وقد استعاذ منه نبينا محمد صل الله عليه وسلم في دعائه قال :
(اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجَالِ )
إذ علم أن البخل شجرة خبيثة إذا نبتت في القلب أثمرت شحًّا وإذا أثمرت أفسدت على العبد دنياه وأخراه.
البخل يحجب صاحبه عن أداء الحقوق ويغلق دونه أبواب المعروف ويجعل المال قيدًا يثقل يديه بدل أن يكون زادًا يرفعه عند مولاه وهو قرين الجبن كما أن السخاء قرين الشجاعة ومن وُقي شحّ نفسه فقد فاز فوزًا عظيمًا
كما قال رب العالمين:
(وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
والمؤمن الحق يعلم أن المال ظلّ زائل وأن ما ينفقه في سبيل الله هو الغنيمة الباقية وأن اليد العليا خير من اليد السفلى وأن الكريم يربح بالعطاء أضعاف ما يخسره بالإمساك فيعيش حرًّا من قيد الشح، غنيًّا برضا ربه عامر القلب بالسكينة والطمأنينة.
فيا من ضاقت عليه الأرزاق لا تزد ضيقها بالبخل ويا من خاف الفقر لا تفتح له الباب بالشح واجعل الكرم دثارك والسخاء شعارك واستعن بربك على تطهير قلبك وقل كما قال نبينا صل الله عليه وسلم:
اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ البُخْلِ فبالتعوذ يزول الداء وبالسخاء يكتمل الإيمان وبالعطاء يزدهر العمر ويطيب الختام.
