كُتاب الرأي
برُّ الوالدين تاجُ الفضل ومفتاحُ الأجر وسُلَّم الوصول إلى مرضاة الله الغفور الشكور

برُّ الوالدين تاجُ الفضل ومفتاحُ الأجر وسُلَّم الوصول إلى مرضاة الله الغفور الشكور.
سويعد الصبحي
يا من أنعم الله عليك بوالدين اعلم أن حبهما عبادة وطاعتهما قربة والإحسان إليهما من أعظم القُرُبات فقد قرن الله حقهما بحقه في مُحكم الآيات فقال سبحانه:
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ وجعل التواضع لهما من علامات الإيمان فقال عزَّ من قائل: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾.
أيها الأحبة من أراد رضا الله فليجعل رضا والديه قبل كل غاية ومن ابتغى البركة في عمره ورزقه فليُكثر من برهما ودعائهما، فقد قال سيد الأنام ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
«رِضا الرَّبِّ في رِضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد».
واحذروا ـ رعاكم الله ـ من عقوق الوالدين فإنَّه جرمٌ عظيم وكبيرةٌ من الكبائر بل جاء في الحديث عن أبي بكرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
«أَلا أُخْبِرُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ؟ قالوا: بلى، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين».
وإنَّ من صور البر التي نحتاج أن تتجدد في مجتمعاتنا أن يتسابق الأبناء في خدمة آبائهم وأمهاتهم خاصةً في زمن الكِبَر والضعف فيتفقدوا أحوالهم ويقضوا حوائجهم ويُدخلوا السرور على قلوبهم ويرافقوهم إلى الأطباء ويتابعوا علاجهم ويُحسنوا إليهم في القول والعمل، صغُر الأمر أو كبُر فذلك دينٌ في أعناق الأبناء ووفاءٌ لمن كان لهم الفضل في حياة الأبناء.
فيا من تُحسنون إلى والديكم أبشروا ببشرى الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ قال: «من أحب أن يُمد له في عمره ويُزاد في رزقه فليصل رحمه»، وأعظم الصلة برُّ الوالدين أحياءً وأمواتًا.
فلنرفع أكُفَّ الدعاء: اللهم اجعلنا من البارين بوالدينا في حياتهم وبعد مماتهم واغفر لهم كما ربونا صغارًا وأكرمنا ببرهم كما أكرمونا بحبهم ورعايتهم.