كُتاب الرأي

سارة الخنيزان.. صبر عقدين يتوّجه عناق العودة

سارة الخنيزان.. صبر عقدين يتوّجه عناق العودة

 
في مشهد إنساني مؤثر، ظهرت سارة الخنيزان في مطار الملك خالد بالرياض الخميس 7 أغسطس 2025، لاستقبال زوجها المعتقل السابق حميدان التركي، بعد قرابة عقدين من السجن في الولايات المتحدة.
 الفيلم الصامت لهذا اللقاء، مجموعة من لحظات القوة والعاطفة الصادرة عن صبر ووفاء امرأة، تظهر في تفاصيل لغة الجسد وحرارة العناق والدموع التي لم تتمالكها.
في اللحظة التي رأت فيها سارة زوجها، هرولت نحوه صوب بوابة الوصول، واحتضنته وهي تنطق بكلمات بسيطة كما فسرتها مسامعي الضعيفة؛ لكنها مليئة بكل المشاعر: “هلا بقلبي هلا بالزين”؛ في تلك العبارة، يتجسّد فيها الوفاء وحنين الغياب، وهي لحظة دمجت البساطة بالعظمة.
ينبع عمق المشهد من خلفية السرد الطويل: سارة تحملت الوحدة والقلق والتضحية، وهي تدير بيتاً كاملاً في غياب زوجها، تربية لأبنائهما الخمسة في غربة وطنية، دون أن تنكسر؛ هذا اللقاء لم يكن فقط لحظة فردية، بل تتويج لمسيرة صبر ومتانة.
لغة الجسد هنا تقول أكثر من الكلمات: عناق حار، نظرات تفيض بالاشتياق، وعيون لا تستطيع إخفاء الفرح؛ هي صورة حب عائلي عميق، منحتهما ثنائية صمت عاشت في غياب، وتأثير حضور طويل بعد غياب أطالته الأسرار القانونية.
لا بد من الإشادة بسارة التي تحملت مسؤولية الأم والأب معاً، وبنت جيلاً من الأبناء «تركي ولمى ونورة وأروى وربا»، ليصبحوا اليوم جزءاً من احتفال العودة، وتمجيد لحكايتها الإنسانية.
هذا المشهد سيبقى محفوراً في ذاكرتنا، ليس فقط لقضيّة قضائية انتهت، بل، لرحلة امرأة كتب تفاصيلها بالصبر والحب والإيمان بأن الانتظار الطويل لا ينتصر إلا من أخلص قلبه لهذا اللقاء.
راوياً: سارة، الأم، المرأة، الحبيبة، التي لم يطفئها غياب، بل زادها إشراقاً؛ ولم يكن اللقاء مجرد عودة رجل إلى وطنه، بل عودة لشراكة حياة صامدة، كتب لها أن تزهر بعد شتاء طويل.
 

مبارك بن عوض الدوسري

@mawdd3

مبارك عوض الدوسري

كاتب رأي وإعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى