كُتاب الرأي

لحظة التتويج

 لحظة التتويج

كأن صباح اليوم هادئ وراقي أكثر من كل الصباحات، تسللت أشعة الشمس عبر نافذتي الصغيرة، جلس قلبي ينتظر موعد مناقشة بحث الماجستير . كانت الأيام السابقة مزيجًا من التعب والأمل، من ليالٍ طويلة قضيتها بين صفحات الكتب وأروقة جامعة تبوك العامرة بالعلم. اليوم، هو يوم الحصاد، يوم أرى ثمرة سنوات من الجهد تتجسد في حصولي على درجة تحمل الماجستير بتقدير ممتاز في القياس والتقويم.

كنت أتذكر تلك اللحظات الأولى حين بدأت رحلتي. كيف كانت مليئة بالتحديات، من مناقشات عميقة حول أساليب التقويم إلى ساعات البحث الطويلة لصياغة أسئلة تحقق العدالة والدقة.

جامعة تبوك كل خطوة فيها كانت تقربني من حلمي، وكل عقبة كانت درسًا يزيد صبري وقوتي. اليوم، وأنا أتلقى خبر حصولي على الدرجة، شعرت وكأن قلبي يحلق فوق سماء تبوك. تخيلت نفسي أسير في ممرات الجامعة، أحمل شهادتي بفخر، وأرى ابتسامات أهلي وأصدقائي تعانقني. هذه اللحظة ليست مجرد نهاية مرحلة، بل بداية لمسؤولية أكبر. تخصص القياس والتقويم ليس مجرد أرقام وبيانات، بل فنٌ يسعى لتحقيق العدالة، وأداة لصناعة مستقبلٍ أفضل للتعليم. أغمضت عيني للحظة، وشكرت الله على هذا الإنجاز. شكرت أمي التي كانت سندي، وأبي الذي غرس فيني الطموح، وكل الاساتذة الذين أضاءوا دربي، وجامعة تبوك التي احتضنتني. هذا اليوم ليس لي وحدي، بل لكل من آمن بي وسار معي في هذا الطريق. ها أنا الآن، أحمل شهادة الماجستير، وفي قلبي حلمٌ جديد. سأواصل السعي، لأكون صوتًا يدافع عن الجودة في التعليم، ولأترك بصمةً تخدم وطني ومجتمعي. من تبوك، بدأت القصة، ومنها سأنطلق إلى آفاقٍ أوسع، حاملًا معي ذكرياتٍ لا تُنسى، وفخرًا لا ينضب.

وإلى رحلة الدكتوراة بحول الله وقوته

منال بنت احمد الخريصي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى