زفرات

جميلة محمد متنك
زفرات
وقفت على جنباته أُتأمل، كان عظيمًا واسعًا، لا يكاد يحدّه البصر ولا البصيرة، ولا يطويه الخيال، ولا يحدّه الزمان والمكان؛ لأنه القديم الجديد.
أنظر إليه من بعيد، ليذهب البصر ولا يُرى له نهاية أو حدود، فيرجع خائبًا حسيرًا.
أنظر إلى سمائه، فتجدها تلونت بألوانه الزاهية، واكتست بردائه، وطغى لونه على ألوانها.
وأنظر إلى عُمقه، فليس له قرار… فيه من الحياة ما يضج له العقل، ولا يكاد يُبين.
تضرب أمواجه الشواطئ، فتسحب ما تحتها من ذرات الرمال، ويضرب موجه العاتي الصخور، فيأكلها مع الزمان.
وكأنه صاحب مزاج، يكون سعيدًا مرة، فيكون حانيًا رقيقًا منسابًا، ويكون غاضبًا مرّات، فيكون مفترسًا جبارًا، فيضرب الصخر بقسوته المعهودة، وشدته المولودة، ولا يعبأ لوقع ضرباته عليها، ولا يكترث لألمها.
فيه حياة، وفي نفس الوقت فيه سلب لها، حينما لا يستطيع أحدنا التعامل معه حسب مزاجيته اللا إرادية، والتي تحركها أيادي الطبيعة بأمر الخالق عزّ في علاه.
يقف الجميع أمامه ليتأملوا جميل ما فيه، وآخرون يغوصون في أعماقه ليُخرجوا أجمل ما قد حواه…
يُذكرني بنفسيات البشر، وتقلباتها، وأعماقها الغامضة، والتي هي من الأسرار الخفية التي يصعب اكتشافها بسهولة
كاتبة رأي
النص جميل جدًا ويحمل روحًا أدبية شاعرية عميقة ،فيه تصوير بديع يجمع بين التأمل في الطبيعة والإسقاط النفسي على البشر. يظهر فيه أسلوب الوصف التفصيلي الممزوج بالتشبيه والاستعارة، وهو قريب من أسلوب المقالات الأدبية أو الخواطر التأملية.
النص جميل جدًا ويحمل روحًا أدبية شاعرية عميقة ،فيه تصوير بديع يجمع بين التأمل في الطبيعة والإسقاط النفسي على البشر. يظهر فيه أسلوب الوصف التفصيلي الممزوج بالتشبيه والاستعارة، وهو قريب من أسلوب المقالات الأدبية أو الخواطر التأملية.
يتكلم عن البحر ويربطه بالإنسان وحالته النفسية
شكرالك
👋