كُتاب الرأي
(فرنسا والاعتراف بفلسطين )

محمد سعد الربيعي
(فرنسا والاعتراف بفلسطين )
تعد فرنسا إحدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ، والتي تملك حق الفيتو على أي بند أو مشروع يعرض على المجلس بالقبول أو الاعتراض ، وفرنسا تأتي في هذا المجلس مع امريكا وروسيا والصين والمملكة المتحدة ، وهذه الدول تستطيع إجهاض أي موافقة تأتي من الدول الاخرى منفردة أو مع بعضها البعض ، ولعلنا لاحظنا كيف تستخدم الولايات المتحدة الامريكية حق الفيتو في الكثير من القرارات التي صدرت بشأن القضية الفلسطينية في مواقع كثيرة ومختلفة ، وبذلك أجهضت بحقها ذلك إصدار تلك القرارت التي كان من شأنها الوصول لحل القضية الفلسطينية أو على الأقل الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بدولته بجانب اسرائيل .
اليوم المملكة العربية السعودية بذلت ، ولازالت تبذل جهوداً كبيرة وعظيمة في خدمة قضية فلسطين ، حيث سيتم الاجتماع عصر هذا اليوم في مقر هيئة الامم المتحدة من أجل الضغط على اسرائيل والعالم الذي يؤيد هذه الدولة في الاعتراف بالقضية الفلسطينية ، وحل مشكلة غزه التي أصبحت تؤرق العالم كله عدا دولة اسرائيل .
وتتشارك اليوم مع المملكة الجمهورية الفرنسية في هذا الجهد العظيم الذي قادته المملكة من أجل فلسطين ، ولن نستبق الأحداث فيما سيتم التوصل له من قرارات ستؤدي بمشيئة الله بالتالي للسلام في الشرق الاوسط الذي توليه المملكة كل ماتستطيع من علاقات دولية لحل الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية ، وتحقيق قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية .
المملكة لها مواقف مشرفة ، وجهود مباركة ، وعظيمة منذ احتلال فلسطين من اسرائيل ، وعمليات التهجير التي تمت في السنوات الاولى لهذه القضية ، وكذلك المتتالية لها ، والحروب التي جرت وشاركت فيها المملكة من أجل القضية الفلسطينية ، ولم تألوا المملكة كما أشرت جهودها في القيام بكل مايخدم هذه القضية والشعب الفلسطيني ، وقياداته المتتالية التي فرطت في التمسك بالحق الفلسطيني نتيجة إختلافات بينية بين تلك القيادات استغلتها اسرائيل في التوسع وقضم الاراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات ، وخلق كيانيين متقاتلين في الضفة وإقليم غزه نتج عنه مانتج من إبادة غزه ، وتدميرها من حركة حماس التي طردت السلطة الفلسطينية ، وتبنت طوفان الاقصى الذي أدت نتائجه لتدمير هذا القطاع الذي كان ينعم بشكل أو بآخر بأفضل مما يعيشه الآن في ظل هذه الحركة التي تورطت مع طهران في تدمير نفسها بنفسها حتى حصل ماحصل لها ولأبناء غزة المكلومين نتيجة زواج متعة تم مابين غزة وطهران وولد منه مولود السفاح هذه الحركة التي لازالت في طريقها لتدمير مابقي من غزة وأهلها وذلك الطوفان الذي تبنته الحركة وطهران !
ترأست المملكة اللجنة التي تم تشكيلها بفريق سياسي كبير من الدول العربية منذ أزمة طوفان الأقصى ، وقامت هذه اللجنة التي يرأسها وزير الخارجية السعودي بزيارة أغلب العواصم العالمية ومنها المؤثرة لشرح القضية الفلسطينية ، وإيجاد الحلول الدبلوماسية لحل الدولتين ، وإيقاف الحروب في الشرق الاوسط ، وكان لذلك الجهد العظيم ولله الحمد الوصول لهذه النتيجة التي ستعقد عصر هذا اليوم في هيئة الامم المتحدة بقيادة المملكة وفرنسا ، والتي يأمل العالم العربي والعالم بشكل عام إيجاد حل للقضية الفلسطينية ، والاعتراف المتبادل بين الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية ، وايقاف حرب غزه.
بالتأكيد ستنجح المملكة في الوصول لإعتراف الكثير من الدول وبالذات الاوربية بدولة فلسطين ، وهو ماسيؤدي بالتالي للضغط على اسرائيل ، واعترافها بفلسطين والاتجاه نحو السلام الذي ينشده العالم كله
الشاهد من هذا المقال هو الجحود الفلسطيني لجهود دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية من حيث ماتقوم به من جهود عظيمة لحل القضية الفلسطينية ، حيث لم نسمع من السلطة سواء تقديم الشكر بإستحياء وكأنها مغصوبة على قيل ذلك رغم أن وزير خارجية السلطة يشارك في تلك اللجنة التي ترأسها المملكة والتي جالت كل عواصم العالم كما أشرت ، ويعرف ذلك المسئول الفلسطيني ماذا قدمته المملكة وما قالته في كل مواقفها السياسية في تلك العواصم العالمية .
والجانب الأهم أيضاً في هذا المقال المتعلق بالجحود الفلسطيني هو أننا لم نرى أو نسمع أحداً من حركة حماس شكر المملكة ، أو أشار لمواقفها السياسية التي تتبناها من أجل حل قضيتهم ، بل ينظرون لتلك الجهود أنها لاتخصهم من قريب أو بعيد متناسين أنهم من زجوا الشعب الفلسطيني في هذا النفق المظلم نتيجة تعاملهم مع طهران التي راهنت هي على مواقفها السياسية ، وإستغلال القضية الفلسطينية لما يخدم توجهاتها في المنطقة دون أن تبدي أي إهتمام بحلها أو المشاركة في ذلك !
وكخاتمة لهذا المقال أتمنى من القيادة الفلسطينية بكل أجنحتها وحركاتها السياسية البعد عن إستغلال القضية الفلسطينية والمتاجرة فيها ، والمتمثل في رفض كل مايؤدي لإيجاد الحلول الدبلوماسية التي تؤدي بالإعتراف بدولتهم ، وبالتالي تؤدي اختلافاتهم لتعليق قضيتهم ، وهو ما ترغبه حماس ، وربما بعض الجهات المتنفذة في السلطة ، وهو بالتالي ماسيؤدي الى تفتيت هذه القضية المستعصية على الحلول طالما والقيادات الفلسطينية لايهمهم سواء جمع المال وتضخيم أرصدتهم من جراء ذلك التنافس المهين في شرح قضيتهم للعالم ، والزج بالمواطن الفلسطيني تحت وابل النيران ، وگأنهم يقولون له كمن يُرمى في البحر إياك أن تُبتل !؟ وهم ينعمون بما ينعمون به في الفنادق ذات السبعة نجوم كما يُلاحظ من قادة حماس في الدوحة وأنقرةِ وخلافها من الدول التي تتبنى خط تدمير القضية الفلسطينية والمراهنة عليها من أجل تحقيق هي ( أي تلك الدول ) أهدافها السياسية دون أي رادع أخلاقي حتى لتلك القيادات الفلسطينية بكل أجنحتها حتى السلطة منها وقادة فتح التي لديها قناعةٍ تامةٍ بأنها تُجر من رقابها كما تُجر البقرِ بالمزخةِ!