كُتاب الرأي

من لغات الحب …*

 

الأنماط الشخصية المختلفة والمتباينة للبشرية في حقيقتها الإنسانية الأصيلة الملهمة تسعى إلى التكامل والتفاعل الإيجابي والتعاون فيما بينها ؛ ومن أهم ما يساعد في تقارب الشخصيات وأنماطها هو معرفة كيفية التعامل بينهم؟ وكيفية التفاهم ؟ وكيفية التفاعل ؟

وما الطرائق والسبل التي يمكن أن تلتقي بهم ؟ وما اللغات الجميلة التي تساعد في التقارب والتعارف والتعاون والتفاهم ؟

الحياة الإجتماعية والأسرية بين الأزواج والزوجات تحتاج إلى التقارب والتعارف والتعاون والتكاتف والتراحم والتغافر والتكامل بينهم ؛ فإذا تحدث الأطراف باللغات المفهومة والمتعارف عليها وصلوا إلى أهم مقاصد حياتهم وهي المودة والرحمة والحياة الزوجية والأسرية السعيدة .
من أهم صفات ومنطلقات ومحددات لغات الحب بين الأزواج والزوجات :

أولاً: اللغات الفطرية:
اللغات الفطرية الإنسانية الأصيلة الملهمة الواعية الطبيعية السليمة والتي فطر عليها الأزواج والزوجات

ثانياً: اللغات المكتسبة :
وهي تلك الصفات والسمات والكمالات البشرية السليمة والجميلة التي يمكن تعلمها والتدريب عليها واكتساب أعلى المعلومات والمعارف والمهارات فيها .

ثالثاً: التكرار في التعامل والتفاعل :
اللغات الجميلة التي يتقنها الأزواج أو الزوجات يغلب عليهم تكرارها ؛ ومهما حاولوا التغيير والتطوير والتحسين والتعديل فأنهم دائما يكررون ما يحبون من اللغات التعامل .

رابعاً: التركيز في طريقة التعامل والتفاعل والتعاون والكلام والتعبير لإكتشاف اللغة التي يحسنها الطرف الآخر من الأزواج والزوجات.

خامساً: قبول تلك اللغة أو اللغات التي يحب الأزواج الزوجات بها ، وتحب الزوجات الأزواج بها والتفاعل الإيجابي والتعاون معها ؛ دون التثريب عليهم أو الملامة لهم ، بل دعمها وتشجيعها حتى تبقى وتستمر حياة الحب والمحبة والمودة بين الأزواج والزوجات.

من أهم لغات الحب بين الأزواج والزوجات :

اللغة الأولى : كلمات الحب :

كل الكلمات والعبارات والألفاظ الجميلة الموجهة إلى الأزواج أوالزوجات من المدح والثناء والشكر والإمتنان والتقدير والإحترام ، ككلمة حبيبي ، حبيبتي ، عمري ، قلبي ، عيني ، عيوني ، روحي ، عزيزي ، عزيزتي ، حياتي ، بطلي ، فارسي ، أميري ، أميرتي ، زوجي الحبيب ، زوجتي الحبيبة وغيرها من الكلمات والعبارات والألفاظ الجميلة التي تدخل إلى القلوب والأرواح دون استئذان أو مقدمات غيرها .

اللغة الثانية : هدايا الحب :
للهدايا أثر كبير في نفوس البشرية السليمة عامة وفي نفوس الأزواج والزوجات خاصة ؛ فالزوجات يفهمن هذه اللغة بطريقة كبيرة ويفضلنها كثيرا على غيرها من اللغات الجميلة.
النساء بفطرتهن يحببن الهدية والهدايا المستمرة والمتنوعة حتى وإن كانت بسيطة في عيون الرجال والأزواج إلا أن لها عند الزوجات الكريمات والنساء عامة معاني جميلة ورائعة وساحرة.
فالأزواج الذين يهتمون بالتعامل مع الزوجات بهذه اللغة وبهذه الطريقة يجدون قبولا ومحبة وقرباً من زوجاتهم.
هدايا الورود الشهرية أو حسب المناسبات
هدايا الساعات أو الجولات.
هدايا الشنط والحقائب النسائية.
هدايا المبالغ المالية .
هدايا الذهب وغيرها .
وكما للهدايا الأثر الجميل على الزوجات الكريمات كذلك لها الأثر الجميل على الأزواج الكرام .

اللغة الثالثة : معاشرة الحب :
تكاد تتفق أكثر الخلافات الزوجية والأسرية في عوالم المتزوجين أن من مصادرها الرئيسة عدم الإشباع في فراش الزوجية ؛ فالزوجة غير المشعبة وكذلك الزوج تشعر ويشعر بعدم الاستقرار النفسي وعدم الإتزان فهنا تكثر المشكلات في الحياة الزوجية وتتعدد مصادرها فتارة تكون مصدرها من جهة الأزواج وتارات تكون من جهة الزوجات. والعلاج لهذا كله هو الإشباع في المعاشرة الزوجية بالمعروف .

واحتياج الأزواج للزوجات والزوجات للأزواج يتباين زيادة ونقصاً وإقبالاً وإدباراً فهناك الأزواج الذين يحتاجون المعاشرة الزوجية كل يوم أو كل يومين وبعضهم مرة في الأسبوع وكذلك بعض الزوجات لديهن شغف المعاشرة الزوجية اليومية أو ثلاث مرات في الأسبوع أو مرة في الأسبوع ..ولذا على الأزواج والزوجات الإتفاق على المواعدة وقضاء الوطر والرغبة الفطرية ولا يترك الأمر هكذا…

وقد تشتكي بعض الزوجات من نوم الزوج خارج غرفة النوم أو نومه في خارج البيت وينام بعض الأزواج في غرف مستقلة والزوجات في غرف مستقلة . والجميع في بيت واحد وتحت سقف واحد .
الحقيقة التي يعقلها الرجال الفضلاء والنساء الفضليات أن الحرص على إشباع الأزواج من الزوجات وإشباع الزوجات من الأزواج هو سر بقاء الحياة الزوجية وسر ديمومتها ومن أسرار سعادتهم جميعاً .
وهو القوة الطبيعية الحقيقية التي تدعم الحياة الزوجية السعيدة.
وهو لغة الحب الحقيقي وشريانه وسر أسرار السعادة الزوجية.

اللغة الرابعة : تواصل الحب :
ما يشهده العالم اليوم والناس على إختلافهم من سرعة التواصل بينهم والدقة في التعبير ونقل وتصوير
المشاعر والأحاسيس الإيجابية بالصوت والصورة لهو وسيلة عظيمة وجميلة في التقريب بين الزوجين الكريمين وتحفيز وتشجيع بعضهما على إضاءة الخط الساخن بينهما ، وتبادل الكلمات الصادقة والعبارات

الجميلة في اليوم والليلة .
يخبرني بعض الأحباب أنه أعتاد يتصل بزوجته وهو في عمله الساعة العاشرة والنصف صباحا ولا يترك
هذه العادة أبداً ، وهي تبادله الرسائل في أوقات مختلفة من دوامه اليومي .

إن رسائل الحب والمحبة والغزل الجميل بين الزوجين الكريمين هي عربون مودة ورحمة وهي اللغة القوية التي تبقى القلوب في إتصال وتواصل مستمر .
لذا تواصلوا مع أزواجكم فإن ذلك هو الحب .

المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض

  • من كتاب : ( لغات الحب العشرة )
    للمؤلف د . سالم بن رزيق بن عوض. إصدار دار تكوين المتحدة.

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى