كُتاب الرأي

شكرُ النِّعَمِ وصون القيم

سويعد الصبحي

شكرُ النِّعَمِ وصون القيم

الحمد لله الذي علَّم الإنسان ما لم يعلم وسخَّر له ما في السموات والأرض ليتفكر ويتدبر ويشكر
فبالشكر تدوم النِّعَم وبالكفر تزول ومن تدبر النِّعَم علم أن المُنعِم أحقّ أن يُذكر وأولى أن يُشكر.
يا من وهبك الله فكرًا وذِكرًا ولسانًا وسَمعًا وبصيرة وبصرًا… أما آنَ لك أن تُقرّ بالفضل وتعرف للمُنعمِ قَدره؟
(وسخَّر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعًا منه)
نعمٌ تتوالى وآلاءٌ تُجلى وإن من تمام الشكر حسن الاستعمال لا مجرد المقال.
لقد صار الذكاء الاصطناعي – بقدرة الله – معينًا للإنسان ومساعدًا في ميادين الطب والتعليم والإعلام والإدارة بل حتى في تفاصيل الحياة اليومية…
فهل جزاء الإنعام التعدي؟
وهل من شكر العطاء الإساءة؟
لا تكن ممن جحد النعمة بلسانه وأسرف في استخدامها بأركانه بل اجعلها وسيلة للبناء، لا معولًا للهدم والفناء.
إياك والتزييف والتلفيق والكذب والتدليس فشتّان بين من ينشر الحق ويبتغي وجه الله ومن يُضلّ العقول ويبتغي الرياء والهوى.
لقد أُتيَ الناس اليوم من وسائل تُزيّن القبيح وتُقبح الصحيح وتموه على الجاهل وتُغرّي الغافل.
فصورة تُزَوّر وصوت يُفبرك وشخصية تُنتحل وحقائق تُغتال.
إنك إن فعلت ذلك فقد فتحت باب الفتنة وزرعت في الأرض بذور الفجور والفتك
يقول الله تعالى:
(ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد).
يا عبد الله، كُن حذرًا فليس كل ما يُنشر يُصدّق ولا كل ما يُقال يُروى.
تأنَّ قبل أن تنشر وتثبّت قبل أن تُقرّر ولا تكن أداةً في يد الجهلة تُمرر البهتان وتُروّج الفتن.
قال نبيُّ الهدى صل الله عليه وسلم :
(كفى بالمرء كذبًا أن يُحدّث بكل ما سمع).
فلا تكن بوقًا للكذب ولا جسراً للزيف.
إن من عاقبة الكذب إفساد المجتمعات وزلزلة الثقة وزرع العداوة، وهتك الأعراض…
فما أشدَّ أن يُرمى الأبرياء بغير حق وما أفظع أن يُلوَّث الشرف بالكذب
قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
(من قال في مؤمنٍ ما ليس فيه؛ أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال).
وردغة الخبال: عصارة أهل النار والعياذ بالله.
أحسن استخدام ما سخّره الله لك تكن من الشاكرين.
وكن نقيًّا في منشورك ناصحًا في قولك أمينًا في نقلك تكن من المحسنين.
فمن شكر النعمة: صيانتها عن الزلل
ومن تمام العقل: ترك ما لا يُقبل.

كاتب رأي وإعلامي

سويعد محمد موسى الصبحي

كاتب رأي وإعلامي رياضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى