كُتاب الرأي

(الجشع السياسي) 1

 (الجشع السياسي) 1

……….
عندما تخطط دولة سياستها على التمدد وبسط نفوذها (جشعها ونهمها السياسي) ووضع الكثير من الذرائع للتدخل في الدول ، وتغيير الحكومات ، ومص دماء وثروات الشعوب ؛ فأعلم أنها وبكل تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية..
.
منذ صغري للآن لا تأتي سيرة أمريكا الآ وخلفها صورة تخيُّليّة بشخص حاشراً أنفهُ بكل مكان ، ومكشراً عن أنيابهِ بأتفه الأسباب
فهي خلف كل شر مستعر بالشرق الأوسط مبتدئة بتسليم فلسطين للعدو الإسرائيلي ، واستنادها على إيران صاحبة الاطماع التوسعية بعد ظهور الثورة الخمينية عام 1979م فهما مع إسرائيل مثلث الشيطان وأصل الشر ..
فحرب الخليج الأولى بين العراق وإيران والتي نشبت بسبب صراع على الحدود عام 1980م وانتهت عام 1988م مخلّفة مليون قتيل وخسائر بلغت مليار دولار أمريكي ، نجد خلفها أمريكا كمحرض لزعزعة أمن الخليج العربي ..
بينما حرب الخليج الثانية بدأت عام 1990م بغزو العراق للكويت ، ومن ثم استرداد الكويت بحرب عاصفة الصحراء ، وكانت إمريكا المحرض الأساسي للغزو ، والطرف الرئيسي للتحرير ..
ألم أذكر أنها صاحبة الذرائع الملتوية ، حيث كان ذلك واضحاً بافتعال تفجيري برجي التجارة العالمي ؛ ليكون انطلاقة لها نحو الحرب على الإرهاب وبسط نفوذها على أفغانستان واحتلالها عام 2001 م إلى 2014 م ..
ولم نكتفي من شرهّها فكان فرض الحصار على العراق ووضع عقوبات بحجة نزع السلاح البيولوجي والإطاحة بحكومة صدام حسين وغزو العراق واحتلالها عام 2003 م إلى 2011 م ونهب خيراتها ونفطها ، مخلفة أكبر خسائر بشرية في تاريخ العراق والولايات المتحدة الأمريكية ، كما نتج عن هذا الغزو تأجج النعرات الطائفية في العراق وبث الفوضى بها وجعل العراق للآن على صفيح ساخن لا يهدأ حيث سُمّيت هذه الحرب بحرب الخليج الثالثة ..
ولم تكتفي إمريكا بأفغانستان والعراق بل افتعلت مع إسرائيل وإيران وبمساندة المنظمة الإرهابية (الأخوان) “الربيع العربي” وعاثوا فوضى بتأليب الشعوب على حكوماتهم في كل من (سوريا وتونس وليبيا ومصر واليمن) ؛لتغيير الأنظمة والحكومات ، فنجحت في بعضها وفشلت في الآخر..
ولتكتمل الحكاية صنعت تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ومختصرها (داعش) ؛ لتكُن ذريعتها لاحتلال الشام وليبيا ، وتمهيد الطريق لإيران كي تدعم الحوثيين في اليمن لزعزعة أمن المملكة العربية السعودية..
وإلى الآن لم تكتفي الولايات المتحدة الأمريكية وقرنيها الشيطاني إيران وإسرائيل بفلسطين وأفغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان بل تريد المزيد..
إذ فجأةً وخلال أسابيع قلائل فائته تقرر حكومة ترامب الأمريكية فرض عقوبات على إيران وتُجهيز  وتوجيه ضربات عسكرية لها وشن حرب عليها من خلال حكومة نتنياهو الإسرائلية..!!
ماذا تريد بعد أمريكا ، ومن هدفها من دول الخليج هذه المرة..؟؟
قال تعالى 🙁 وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )سورة الأنفال آية(30) ..
……….

الكاتبة:أحلام أحمد بكري

أحلام أحمد بكري

كاتبة رأي وقاصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى