صوت الحقيقة يعري زيف الواقع

بقلم /منال بنت أحمد الخريصي
صوت الحقيقة يعري زيف الواقع
في ظلال الحياة، حيث تتداخل الأقدار وتتشابك الأحوال، يبرز صوت الحقيقة ليعري زيف الواقع. “واصحاب الجهالة ذو مناصب لايستحقونها”، كلمات تنبض بالأسى، تعكس مرارة مشهد بات مألوفًا في عالمنا. كم من صاحب بالجهل، يملأ الفضاء ضجيجًا بلا معنى، يرتقي سلم المناصب، لا بحق الكفاءة، بل بوهم الصدفة أو زخم العلاقات. يجلسون على كراسي القرار، يحملون أعباء لا يدركون ثقلها، ويتركون خلفهم آثار الفراغ والفوضى.
يا للعجب! كيف تُمنح الأمانة لمن لا يعرف قدرها؟ كيف يُسند الحمل إلى من لا يملك سوى صوت عالٍ ونفس فارغة؟ إنها مأساة العصر، حين يُفضَّل الجهل الصاخب على العقل الهادئ، وحين تُزيَّن الأخطاء بأردية السلطة. لكن، وسط هذا الضباب، تبقى آمالنا معلقة بأولئك الذين يحملون في قلوبهم نور المعرفة، وفي عقولهم حكمة الصمت، ينتظرون دورهم ليُعيدوا ترتيب موازين العدل، ويُعيدوا للمناصب هيبتها، وللحق مكانته.
فيا أيها العاقل، لا تيأس من ضجيج الجهالة، فإن الحقيقة، وإن طال صمتها، لا بد أن تنبلج كالفجر، لتُنير دروب من يستحقون.
كاتبة رأي