*الإنسان وآلة الذكاء الإصطناعي !!*

*الإنسان وآلة الذكاء الإصطناعي !!*
عبدالمحسن بن محمَّد الحارثي
هناك آية في القرآن الكريم ؛ تدل على الذكاء الإصطناعي ، وهي قوله تعالى :{ هُوَ أنْشَأَكُم من الأرض واستعمركم فيها } في إشارة واضحة إلى أننا خُلقنا من تراب ، وجعلنا خليفته في أرضه ، بإعمارها الإعمار الحقيقي ، لا الانغماس في عوالم اِفتراضيَّة تُشغلهُ عن واجباته الحقيقية تجاه نفسه ، مجتمعه ، وبيئته ، ولا أدلَّ – كذلك- من قول الرسول الكريم :[ والذي نفسي بيده ؛ لا تقوم السَّاعة حتَّى تُكلِّم السِّباع الإنس ، وحتى يُكَلِّمَ الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ، وتخبره فخذه بما أحدث أهله بعده ].
هل الذكاء الإصطناعي سَيُؤثِّر على فهمنا للوجود والعالم ؟
وهل سيُحسِّن الذكاء الإصطناعي من حياة الإنسان ، أم أنَّهُ يُمثِّل مُجرَّد خُطْوة أُخرى نحو هيمنة التكنولوجيا على البشرية ؟!
أسئلة متعددة ، والإجابة هي قول الله – عزَّ وجل- :{وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }.
نتَّفِق على أنَّ الذكاء البشري ؛ يُقابله أيضاً غباء طبيعي ، كذلك الذكاء الإصطناعي ؛ يُقابله غباء اِصطناعي .
ونتَّفق – أيضاً- أنَّ الذكاء الاصطناعي ؛ يتفوَّق على الذكاء البشري في مُعالجة البيانات وتحليلها بسرعة وكفاءة ، بينما الذكاء البشري يتفوَّق عليه في تلك المتعلقة بالعواطف والتفاعل الاجتماعي.
كيف يمكننا حماية أنفسنا من نفوذ هذا الذكاء الإصطناعي ، ونفوذ المجموعات التجارية ، وعصابات المافيا ، ومحرفي الحقائق بشكل عام؟!
دائرة الذكاء الإصطناعي تتَّسِع ، وبدأ في اِجتياح الفِكْر ، من خلال تحليقهِ في سماء الإبداع التكنولوجي ، من خلال أداته الرئيسة ، وهي: الخوارزميَّات التي تُحدِّد كيفيَّة اِستجابة الذكاء الإصطناعي للمدخلات المُختلفة ، فالخوارزميات أساس الذكاء الإصطناعي ، توجِّه الآلات لآداء مهام مُعينه لتحليلها واِتخاذ قرارات بشأنها ، تتطوَّر معه وتتماهى به ، فهي جوهرهُ الذي يُحاكي به الذكاء البشري.
في خِضَم هذا الاتساع في دائرة الذكاء الإصطناعي ؛ علينا أنْ نكون حذرين ، من خلال تحكيم العقل على كُل محتوى سمعي أو بصري ، وأنْ لا ننساق وراء المرجفين الحاقدين المأزومين ، الذين يسعون في اِستخدام هذا الذكاء الإصطناعي بما يخدم مؤامراتهم وأهواءهُم ، وتشويه الحقيقة بأشباح مُزيَّفة مزوَّدة بأشكال ” زومبِيَّة” تتلاعب بالإنسان وتُخضعهُ لسلطتها ، فأخلاق الخوارزميات لا يُمكن بأي حال من الأحوال ضبطها ؛ لعدم شفافيتها ومعلوماتها التي تقع بين الخطأ والصواب.
كاتب رأي